كيف تحول الأندية صاحبة الشعبية الجارفة تلك الميزة الكبرى إلى مال وإيرادات واستثمارات وبطولات؟

ريال مدريد انتزع أخيراً صدارة أغنى أندية العالم من مانشستر يونايتد.. وكلاهما تزيد قيمته التسويقية عن 2.2 مليار جنيه إسترليني.. وللأسف خلت قائمة الأندية المائة الأولى الأغنى عالميا من أي ناد عربي.

الأندية العربية لها منظور واحد فى الاستفادة من جمهورها، وهو ملء المدرجات وتحقيق البطولات دون الانتقال إلى الأبعاد الاقتصادية الأكثر أهمية فى عالم الرياضة والاحتراف.

لو نظرنا إلى حجم الدخل والربح لأكبر الأندية العربية شعبية، مثل الأهلى والزمالك والاتحاد في مصر، والهلال والنصر والاتحاد في السعودية، لاكتشفنا أنها لا تزال تعيش عصور الهواية إدارياً والاحتراف كروياً.. الأمر الذي انعكس بالسلب على ميزانياتها وعانت خسائر ضخمة ولم تنقذها إلا الإعانات من الأحباب على مدار عقود متتالية.

معايير تحقيق الثراء في الأندية معروفة ومؤكدة.. النظام الإداري الاحترافي أولاً، والملكية الخاصة ثانياً، والأفكار المتطورة ثالثاً، والسوق المفتوح رابعاً، والشعبية الجارفة خامساً.. وهي العناصر التى تمتلكها كل الأندية الأوروبية الغنية، ولم تصل بعد إلى أي ناد فى منطقتنا العربية.

متى تسمح السلطات بتحرير الأندية من ملكية الدولة ومن تبعيتها المباشرة للحكومات وتحولها إلى شركات مساهمة تتبع هيئة سوق المال والبورصة؟

متى يتحول كل المسئولين فى إدارات الأندية إلى مجموعة من المحترفين المؤهلين علميا والمتفرغين نهائيا لأعمالهم؟

متى تبيع الأندية أغلى ما تمتلك.. اسمها وعلمها ونجومها وتاريخها وألقابها عبر منتجات متنوعة لجمهورها وعشاقها؟

متى تمتلك الأندية ملاعبها.. ويحمل كل منها اسما تجاريا عملاقا، سواء لشركات طيران أو تأمين أو غيرها؟