قبل شهر من اليوم، أعلن سفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة عادل الجبير أن السعوديين هم أقل الجنسيات ارتكاباً للمخالفات في أمريكا. وهو مؤشر إيجابي على التزامهم بالأنظمة إلى حد كبير. علامة "قف" المرورية أجبرت كثيراً منهم على التأمل فيها والخوف منها تجنباً للحصول على مخالفة مرورية أو استدعاء في المحكمة، وأصبح الالتزام بتاريخ دفع الإيجار أمراً مجدولاً لديهم.

احترام المرأة وتبادل الثقة معها، وكسر حواجز الشك الاجتماعي وتبادل المشورة هي من نتائج البرنامج أيضاً، ومع أنه لا يمكن الحكم بالإيجاب إجمالاً، ولكن حتى هذه اللحظة من المشاهدات التي ترصد يمكن القول بذلك. ثقافة العمل التطوعي والمشاركة في الجمعيات الخيرية والتنظيم للمؤتمرات والفعاليات، المشاركة في حوارات ونقاشات مع خبراء ومثقفين أمريكيين لتوضيح الصورة الحقيقية عن الطبيعة الثقافية والاجتماعية للسعودية دون مبالغة في الدفاع أو الغيرة التي تحتمل الكذب. كلها أمور يمكن أن يلاحظها من يختلط بالسعوديين في أمريكا، وفي نفس الوقت قد تكون هناك فئات همها الأول السياحة على حساب البعثة ولكنهم أقلية.

السعوديون ليسوا مجرد طلاب يدخلون الجامعات ويتخرجون لأجل أن يقال له "خريج أمريكا" كموضة بائتة لم تعد تغني ولا تسمن، ولكنهم حصلوا في السنة الماضية على مراتب شرف من جامعات عريقة مثل هارفارد. لم تكتب الصحف الصفراء عنهم، لأنها تبحث عن الصورة السوداء عن مبتعث أجنبي في بلاد الغربة وخصوصاً أنه من السعودية.

وعلى الجانب الآخر المبتعثة، التي تشارك زوجها أو زميلاتها السكن ودفع الإيجار، ودفع مخالفات المرور وقيادة السيارة بانتظام وتحمل مسؤولية الغربة وتكاليفها، مثبتة أنها قادرة على تحمل المشقات، وليست مجرد "أنثى" فقط.

كان المشرف على إقليم غرب أمريكا الدكتور سعود السويلم يبتسم ويتفاخر لأحد المشرفين بوجود الزميل أحمد العمران بعد حصوله على قبول من جامعة كولومبيا، وهذا دليل على الاحتفاء بالمتميز والمجتهد، وتكريم الملحقية والسفارة له.

4000 طالب عدد من تم إلحاقهم بعد قرار خادم الحرمين الشريفين بضم الدارسين على حسابهم الخاص، وهو عدد يعادل إجمالي المبتعثين السعوديين في بعض الدول الأخرى غير أمريكا، وهذا يعني أنهم وذووهم لا يلتفتون إلى المحاربين الجدد على التنمية والتطوير تحت لواء الإشاعات والتشويه.