.. ثم رأى (أبومازن) فيما يراه الذاهن الصاحي المستيقظ هذه (الرؤيا) الحية الواقعية: تعطلت سيارة (الكلاس) بأخينا الفاضل الكريم عضو مجلس الشورى في شارع الوشم وهو ذاهب صباح الأحد لحضور الجلسة. لم يجد مناصاً من أن (يركنها) على جنب ثم يركب (هايلوكس غمارتين) بالأجرة، وأمام بوابة المجلس الخارجية خضعت هذه (الهايلوكس) لكل أسئلة الكشف والامتحان والتفتيش، لأن البوابة الأرستقراطية في مدخل مجلس الشورى الموقر تعودت على استقبال سيارات الأعضاء الكرام وكأنهم قادمون للمجلس الموقر على ماركات (الفورميولا 1).. كيف لهذه (الهايلوكس) أن تدخل البوابة التي اعتادت على (البنز والليكزس والكاديلاك والبي، إم دبليو) للسادة الأعضاء ممثلي شرائح هذا الشعب في مجلسهم الموقر؟
وبقيمة أربعة أيام من أجرة (مقالاتي) بهذه الصحيفة، طلبت من الأخت الكريمة (منى عبدالعزيز الحميدي) أن ترصد لي مراسم حضور أعضاء مجلس الشورى إلى ذات البوابة عند العاشرة من صباح الأحد. طلبت منها أن ترصد لي مظاهر البوابة على باب المجلس بدلاً من ما يدور تحت القبة الخضراء، لأن القبة مكفولة ببيانات الجانب الرسمي. لا توجد لديها ولا لدي (فيما أرسلته) معلومة إحصائية دقيقة، ولكن، وبالتقريب: ثلث أعضاء مجلس الشورى يدخلون للبوابة عبر سيارات من ماركة ألمانية شهيرة، وسواد الأعضاء يدخلون البوابة نفسها عبر ثلاث ماركات محددة، ولهذا كانت هذه (الهايلوكس غمارتين) نشازاً تستحق التأديب والتفتيش والمساءلة. ولا تقولوا ما لم أكتبه، فأنا أتحدث عن (نادي سيارات أعضاء المجلس الموقر)، ولا أتحدث مطلقاً عن كفاءة تمثيلهم لهذا الشعب في مجلس الشورى الموقر. تتحدث الأخت (منى الحميدي) في تقريرها إلى (علي الموسى) أن ما يقرب من ربع الأعضاء وصلوا البوابة بسائق خاص، مثلما يشير تقريرها إلى رصد نصف الأعضاء وقد وصلوا البوابة الخارجية بأرقى أنواع (المشالح) الحساوية. ترصد لي الأخت (منى الحميدي) مظاهر وصول الأخوات عضوات المجلس إلى بوابة المجلس. تذكرت فوراً مطلب (أحمد غرامة) أن أتوسط له بدخول المجلس قبل عام: لا يعرف هذا التهامي أن المجلس الموقر لا يعرف (مظلة) لهايلوكس بغمارتين.