قال باحث سعودي إن بعض الأدبيات المرتبطة بالشريعة الإسلامية بحاجة إلى الإيضاح، باعتبارها غير واضحة بشكل كافٍ. وبين أستاذ أصول الفقه في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن في الظهران الدكتور مسفر القحطاني، خلال محاضرته بعنوان "الفكر المقاصدي وأثره في التجديد" مساء أول من أمس، في ندوة المباركية بالأحساء، أن التيارات القومية والبعثية والاشتراكية والعلمانية، قدمت في النصف الثاني من القرن الماضي أفكارا بسيطة تتجه إلى التأطير السياسي والحفاظ على الكيان الذي يهتم بالسلطة فقط، وأن التيار الإسلامي خاض معارك كثيرة من أجل الحفاظ على أساسات الهوية مع تلك التيارات في تلك الحقبة الزمنية.
وذهب القحطاني إلى تسمية العصر الجديد بعد الثورات العربية، بعصر "الاستقلال الثاني"، قائلا أصبحنا في حاجة ماسة لمعالجة كثير من الظروف والمستجدات، وهي فرصة خصبة لتجديد ومعالجة كثير من المفاهيم والمعطيات لما هو موجود في قواعد الشريعة وكلياتها.
وعرج القحطاني في حديثه على دور الشباب باعتبارهم عماد المجتمعات، وبأيديهم إدارة النجاحات والإخفاقات، وهم في ذات الوقت يفتشون عن إجابات واضحة لما يستجد من وقائع ونوازل، إذ لم يعد يشبعهم الخطاب الوعظي، وأخذوا بالالتفات إلى نماذج وممارسات غربية أو محاولة نفض الغبار عن كثير مما طال أدبيات البيئة الإسلامية وإعادة ترتيبها.
ووضع ثلاثة اشتراطات لأي مشروع يعالج الأزمات الفكرية، أولا: أن يبنى على قواعد ذات سيادة تحتل منصبا كليا في ثقافتنا وشريعتنا. الشرط الثاني هو المعقولية، بحيث يكون المشروع معقولا قابلا للبرهان عليه. ثالثا أن يكون مبنيا على قاعدة أخلاقية وإصلاحية تنتج فعلا سلوكيا وفكرا إيجابيا. لافتا إلى أن مقاصد الشريعة الإسلامية تحقق تلك الاشتراطات الثلاثة.
وختم القحطاني بقوله: تبلور الفكر المقاصدي عند النخب، يتمثل في علاج الأزمات بما يحمي الإنسان بعدم الخروج عن السياج الشرعي، وأن تقدم مقاصد الشريعة حلولا لكل المشكلات الراهنة التي تمر بحياة الناس.