قناع كثُر مريدوه ومرتدوه في عصر "الثورات"، انتشر في أماكن عدة من العالم ووصل إلى "جدة" بطريقة مجهولة، متنقلا بين شوارعها بلا حسيب ولا رقيب، باعة هذا القناع مجموعة من "العمالة السائبة" عند الإشارات، تأخذ عشرة ريالات مقابل بضاعتهم دون أن يعرفوا ماذا يبيعون.

إنه "فانديتا" القناع الموجود بأعداد كبيرة لدى مجموعة من العمالة اليمنية التي تتوزع بشكل كثيف عند أشهر الإشارات في جدة، ومع إعلان الضوء الأحمر للمارة، يخرج الباعة من الأرصفة التي يحتمون بها من حرارة الشمس، ليبيعوا على المارة كل ما قد تتوقعه وما لا تتوقعه، "قناع فانديتا" أحد هذه الأشياء التي يصعب توقع وجودها كبضاعة رائجة.

حديث مختصر مع أحد الباعة يكشف جهله بما يحمل، فعند سؤاله عن ماهية القناع الذي يحمله أو إلى ما يرمز إليه، رد البائع بقوله "ما أعرف"، وأن كل ما يهمه هو " أكل عيشه"، ويتوقع أن هذا القناع للتسلية أو لكي يخوف به الأطفال بعضهم بعضا، ويوضح البائع أنهم يأتون بتلك الأقنعة من أسواق شعبية في جدة تبيعها بأعداد كبيرة لهم وهم بدورهم ينالون مكسبا بسيطا لقاء بيعها بالحبة.

فانديتا القناع الرمز انطلق من أميركا، في عام 2005 مع المخرج جيمس مكتيجو في فيلم "v for vendetta"، وهي كلمة لاتينية تعني "الانتقام"، بدأت قصة القناع كما تروي عدة مصادر تاريخية على يد “جاي فوكس” الذي حاول في عام 1606 تفجير مبنى البرلمان الإنجليزي بالتعاون مع مجموعة من الثوار، فارتدوا أقنعة تخفى شخصياتهم، قبل اكتشاف فوكس وإعدامه قبل الهجوم على البرلمان.

ودارت أحداث فيلم الخيال العلمي الأميركي في لندن في المستقبل القريب، بعد اقتباسه عن قصة مصورة صدرت بنفس الاسم من تأليف ألن مور، تدور أحداث الفيلم حول (في) الشخص الغامض المقنع الذي يسعى إلى تغيير الواقع السياسي في الدولة وفي الوقت نفسه يسعى للثأر، ويبدأ اسم الفيلم بالحرف "ثاء رمزا للثأر". حيث تبدأ كلمة Vendetta (الثأر) في الإنجليزية بحرف V.