حذر علماء ذرة أميركيون من وجود عدة نقاط ضعف في تصميم مفاعل بوشهر النووي الإيراني، مشيرين إلى أنهم طالبوا الوكالة الدولية للطاقة الذرية باتخاذ عدد من الاحتياطات الفنية. ومن المرجح أن تطالب الوكالة الحكومة الإيرانية رسميا بمراجعة إجراءات الأمان في المفاعل بعد تواتر تقارير عن وجود مشكلات فنية ومع تصاعد الضغوط الدولية لتحسين مستوى الأمان التكنولوجي في المفاعل. وذكرت نشرة علماء الذرة الأميركيين أنها اقترحت على الوكالة مراجعة مسائل بعينها في المفاعل وذلك بعد فحص تصميماته واكتشاف عدد من نقاط الضعف فيها وفي الأسلوب الذي طبقت به. وأشارت ألى أن المفاعل الذي أوقف العمل به في أكتوبر الماضي بسبب مشكلات فنية لا يشكل تهديدا فوريا على المنطقة" إلا أنها طالبت الوكالة الدولية باتخاذ عدد من الاحتياطات الفنية التي حددتها بصورة مفصلة وبعثت بها إلى الفنيين الروس الذين يشرفون على تشغيل المفاعل.
وكان من المقرر أن يسلم الخبراء الروس مهمة الإشراف على المفاعل إلى نظرائهم الإيرانيين في الخريف الماضي، إلا أن المهمة تأجلت بقرار من الجانبين لسببين الأول هو عدم وصول الفنيين الإيرانيين إلى مستوى مقنع من القدرة على تشغيل المفاعل، والثاني هو الأخطاء الفنية التي ظهرت تباعا مع بدء تشغيله. ومن تلك الأخطاء مثلا وجود دعامات تثبيت ملقاة تحت خلايا الوقود، بعد أن تفككت من أماكن تثبيتها، إضافة إلى عمليات نقل وقود غير متوقعة بسبب استنزاف الوقود عبر معدلات تتجاوز المواصفات الفنية بكثير طبقا لتقرير وضعته في نوفمبر الماضي الوكالة الدولية على أثر طلب طهران السماح بإدخال المزيد من الوقود للمفاعل. إلا أن الموعد الجديد لتسليم مهام تشغيل المفاعل للخبراء الإيرانيين قد تحدد على أي حال في مارس المقبل على نحو يعزز من المطالب الدولية بمراجعة اشتراطات أمان الجوانب الفنية في تشغيله والتيقن من كفاءة الفنيين الإيرانيين الذين سيديرونه. يذكر أن إيران لم توقع على الاتفاقية الدولية لأمان المفاعلات النووية عام 1994. وتعد إيران بذلك الدولة الوحيدة في العالم التي تمتلك مفاعلا ذريا نشطا دون أن توقع على تلك المعاهدة. ويعني ذلك أن مستويات الأمان في المفاعل لا تخضع لبنود الاتفاقية التي تحدد معايير صارمة لضمان تشغيل المفاعلات، والتي وضعت بعد كارثة مفاعل تشرنوبل الذي بناه أيضا فنيون روس. فضلا عن ذلك فإن إيران عرفت بكثرة الزلازل مما كان يقتضي اتخاذ احتياطات فنية إضافية لضمان عدم تأثر المفاعل بتلك الهزات الأرضية.