فيما استنجدت زراعة نجران بموظفيها لإلقاء ندوة "ظاهرة الاحتطاب والاتجار بالحطب والفحم المحلي" بسبب تخلف ممثلي الوزارة عن الحضور؛ لم تقدم الندوة التي بدأت أمس متأخرة عن موعدها الأصلي بأكثر من نصف ساعة، أي جديد حول ظاهرة الاحتطاب وكرر الحاضرون عقوبات الوزارة على المخالفين، وانتقدت إحدى المداخلات تقطيع أشجار "غابة سقام" بشكل يومي.

وركز المحاضرون على عرض العقوبات التي فرضتها وزارة الزراعة على من يخالف التعليمات بممارسة الاحتطاب الجائر، إضافة إلى عرض "بروجكتر" يشرح جهود الوزارة أيضا في مكافحة الاحتطاب دون تقديم أية معلومات أو دراسات تكشف عن الخطر الذي يهدد البيئة بسبب الاحتطاب الجائر.

وعلى بعد أقل من 200 متر، من قاعة فندق "الهوليدي إن" التي احتضنت الندوة والتي نظمتها الإدارة العامة لشؤون الزراعة بمنطقة نجران، كانت هناك الساحة التي تشهد نشاطا مستمرا لبائعي الحطب خصوصا في أيام الشتاء؛ وسط غياب ممثلي الوزارة المقرر حضورهم كمتحدثين رسميين في الندوة، وغياب الجهات الحكومية ذات العلاقة باستثناء الجهات الأمنية والتربية والتعليم، إضافة إلى حضور ضئيل للمواطنين، إذ كان أغلب الحضور من موظفي إدارة الزراعة بالمنطقة.

وفي مداخلة للحضور، شن مواطن هجوما قاسيا على إدارة الزراعة بالمنطقة والجهات المسؤولة أيضا، منتقدا غيابها عن مراقبة ومتابعة "غابة سقام" في المنطقة والتي تشهد تقطيعا لأشجارها بشكل يومي من قبل مواطنين مخالفين، مؤكدا أن أصوات "المناشير" تتعالى يوميا داخل الغابة دون رادع من الجهات المسؤولة للحفاظ على الأشجار.

وأضاف أنه قد أبلغ مشرفي ومراقبي الغابة لكن دون جدوى، مشيرا إلى أن الجهات المنوط بها مراقبة مخالفي التعليمات بالاحتطاب الجائر في الصحراء لم تقدم شيئا على الإطلاق ولا يلاحظ لها وجود في أي مكان.

في المقابل، حاولت "الوطن" الحصول على تعليق من مدير العلاقات العامة والمتحدث الرسمي بزراعة نجران مسفر حشيش حول أسباب تخلف ممثلي الوزارة عن الحضور للمشاركة في الندوة، إضافة إلى ضعف الحضور سواء من الجهات الحكومية أوالمواطنين، إلا أنه لم يرد على الاتصالات والرسائل النصية المتكررة.