تمتد احتفاليتنا بمبايعة خادم الحرمين الشريفين. تتضاعف ثقتنا بذواتنا كل لحظة بنمو الوطن العملاق فينا. يكبر وينجز أبناؤه وبناته في ظله، وينتجون ويطمحون ويطلبون المزيد من قائد منحناه الولاء وصادق الدعاء، ومنحنا إنجازاته وتاريخه المجيد كأحد أبناء الملك الموحد ـ طيب الله ثراه ـ وكقائد للأمة الإسلامية، وسط انهيار الديار التي لم نعد نعرف هل ما زالت تسقط عليها مقولة: أوطان الآخرين.. أم أنها ديار يحولها المحتربون أطلالا غادرها ساكنوها بعد أن عم البلاء وعز البقاء.
نجدد البيعة مع الدعوات الصادقة له ولرجاله المخلصين، ممن يمنحون الوطن كل يوم أثمن ما يملكون، جهودهم ووقتهم وخبراتهم. كل ما هو تحت سقف الوطن الآمن قابل لأن نتفق أو نختلف عليه، ما دام والدنا بيننا، ووطنا ـ بفضل العيون الساهرة عليه ـ بخير.
همسة للذين تعاملوا مع يوم البيعة وكأن احتفاليته تقليد عادي، خاصة فئة الشباب والفتيات. قبل خمسة أوعشرة أعوام عندما كنتم أغرارا يافعين أو أطفالا تنامون في بيوتكم آمنين، كانت العيون الساهرة تحاصر الخلايا الإرهابية وغيرها وما يستهدف أمنكم. واليوم وسائل التواصل الاجتماعي تحفل بتعليقاتكم، فكونوا أوفياء لرجال الوطن وقائدهم واشكروا نعمة الأمن والأمان التي باتت أثمن من أي شيء.
نجدد البيعة بمحبة وإدراك بأن هذا الوطن تم توحيده على أيادي آبائنا وآبائكم الموحدين. فالمسؤولية مشتركة للمحافظة عليه، والاستمرار في دعم تنميته بمكافحة الفساد، بداية من وعيكم بأن مشاركتكم في حفلات الجحود والتذمر والشكوى وتركها تتفشى دون نقد واع موضوعي بما يساهم فعليا في بناء الوطن، أقول تعني فتح الباب على مصراعيه للمتطرف والفاسد، وأنا اعتبرهما وجهان لعملة واحدة يبرران ضرر الناس ونهبهم، هذا ينهب ثروات الوطن. وذاك ينهب حياة الناس؛ ليشبع غريزة القتل وإزهاق الأرواح.. ثقافة التذمر والجحود تؤدي لتبرير البطش والنهب.. والإنسان التنموي الذي توارث هذا الجين من أجداده الباحثين عن وطن يتفقون على قائده طيب الله ثراه، دحروا في داخلهم تلك الوحوش بتحجيمها، فأصبح لدينا وطن نفخر بما فيه، ونأمل المزيد لأننا في قبلة المسلمين.
أنتم أيضا خدام بيت الله الحرام، للملك في رقابنا بيعة، وللوطن في رقابكم عهد وولاء لمليكه وأمنه وتنميته. فكونوا شركاء يستحقون هذا الوطن، ويستحقون هذا الملك.