اتهم السفير الأميركي في اليمن جيرالد فالرستاين نائب الرئيس السابق علي سالم البيض بتلقي دعم من إيران في مساعيه لفصل جنوبي البلاد عن شماله، كما شنَّ في الوقت نفسه هجوماً على الرئيس السابق علي عبدالله صالح وحزبه المؤتمر الشعبي العام، واصفاً إياهم بأنهم "جزء من الماضي". وأكد في مؤتمر صحفي عقده أمس أن هناك براهين على دعم طهران لبعض العناصر المتطرفة في الحراك الجنوبي بهدف إفشال المبادرة. وأشار إلى أن علي سالم البيض يسكن في بيروت ويتلقى دعماً مالياً من إيران، مضيفاً بالقول: "ليس لدينا شك في تقديمه هذا الدعم للحراك الانفصالي وسيكون مسؤولاً عن ذلك".

وكان البيض قد ظهر بصورة غير معتادة في لقاء تلفازي في وقت متأخر مساء أول من أمس على قناة "عدن لايف" التي يمتلكها في بيروت، حيث تجنب في حديثه استخدام مفردات ظل يرددها خلال الفترة الأخيرة مثل "الاستعمار" و"الاحتلال الشمالي"، وردَّد في أكثر من مرة عبارة "إخواننا في صنعاء" ، داعيا إياهم إلى حل سلمي و"تجنب تخريب صنعاء وعدن". وجدَّد موقفه الرافض من حل قضية الجنوب بالفيدرالية، مؤكدا مطالبته بالاستقلال، قائلا: "لدينا إمكانية لإقامة أجهزة الدولة في فترة قصيرة" على حد تعبيره. ودعا إلى البحث عن مبادرة لحل القضية سلمياً.

من جهة ثانية هاجم فايرستاين الرئيس السابق علي عبدالله صالح، مشيراً إلى أن أيامه في قيادة البلاد انتهت ولن تعود أبداً، وقال "المرحلة الآن مرحلة بناء ولن يكون لصالح أي دور يلعبه في مستقبل بلاده". كما نفى وجود خلافات بين الرئيس هادي واللواء علي محسن الأحمر، مشيراً إلى أن الرجلين يعملان في وفاق تام، وأن الرئيس لم يبد أي قلق من الأحمر الذي أكد في آخر لقاء معه على دعمه للقرارات الرئاسية، قائلاً إنه يأخذ تلك الأقوال "على محمل الجد والمصداقية".

في غضون ذلك احتشد مئات الآلاف في مدينة عدن كبرى مدن الجنوب، لإحياء الذكرى السابعة للتصالح والتسامح، التي نظمتها قوى الحراك الجنوبي. ولم تشهد الساحة أي خروقات أمنية كما كان متوقعا.