علي آل ظاعن


ما يحدث لكرة القدم السعودية هو نتيجة لسوء التخطيط في حقبة ما. ولكن هل فطن مسيرو القرار في تدارك ما أفسده العطار؟. في ذات يوم تسيدنا العالم بأسره بجيل ناشئ، وحصدنا ثمار ذلك الإنجاز سنوات أخر، وتوالت الإنجازات حتى بتنا رقما صعبا لا يمكن تجاوزه؟، فماذا حدث بعد ذلك؟

بدأ ضوء الكرة السعودية يلمع، وهو مجال عشق جنوني لجل أبناء الوطن؛ مما جعل ذلك الضوء والبريق يجذبان الانتباه، فدخل في هذه الرياضة كل من هب ودب؛ باحثا عن الشهرة وبريق الأضواء، مما أفقد رياضتنا التخطيط الجيد المبني على منهجيات علمية حديثة. والسبب الآخر إعلام رياضي غير متزن، وممزوج بألوان انتمائية خاصة تدعو للاشمئزاز، وهو ما فاقم المشكلة الرياضية وزادها تعقيدا.

كما أن من الأسباب الرئيسة لتخلف الكرة السعودية، هو تدهور القاعدة الرياضية للناشئين واختفاء المنتج. كذلك الضخ المالي للأندية، وعدم تفعيل أدواره على الوجه المطلوب، وهو ضخ الكوادر الوطنية المؤهلة القادرة على مقارعة المنافسين لتحقيق الأهداف. وآخر الأسباب هو ثبور الاحتراف في رياضتنا الأم، والفساد الناتج من تلك التسمية، مما جعل الاحتراف ينحى إلى انحراف عن اسمه الحقيقي، فتجد في احترافنا ما يندى له الجبين من تشويه لهذا المفهوم وآلياته، كذلك الضخ المالي المبالغ فيه لفتية في مقتبل العمر وبملايين الريالات جعل سقف طموحهم يتوقف وأحلامهم تنتهي بوجود موارد مالية دسمة لم يعد أحدهم يرغب بتجاوزها، فتجد النجم السعودي ينتهي بموسم واحد بعد حفنة من الملايين. وأضواء الإعلام تحتفي به على الطريقة الأوروبية. ولكون التقليد السلبي استحوذ على كامل كعكة الرياضة، تجدنا دوما منحدرين إلى الهاوية، فإذا رغبتم بالعودة إلى سابق عهدكم، فاجعلوا الرجل المناسب في المكان المناسب متسلحين بالعلم والكفاءة، وأخرجوا أهل الضوضاء والضجيج من رياضتنا، وابدؤوا البناء بقاعدة صلبه، تؤسس عملا يبقى على مر السنين لا تعصف به أهواء العابثين.