كشف تقرير لبناني طابعا بريديا متداولا في إيران أظهر شعار "حزب الله" يهيمن على الخريطة اللبنانية. وأوضح التقرير الذي بثته محطة "إم تي في" اللبنانية أنه في 2008، أطلقت طهران طابعاً بريدياً بقيمة 50 ريالاً لتكريم القائد الميداني لحزب الله عماد مغنية الذي اغتيل في دمشق واحتفت به وصنعت منه أسطورة المقاومة الإسلامية. وأضاف التقرير أنه موقف "لا يبدو غريباً على دولة أسست حزب الله ودرَّبت مقاتليه وقياداته وسلَّحتهم على مدى عقود". وكشف التقرير ظهور شعار "حزب الله" في الطابع وهو يهيمن على كامل الخريطة اللبنانية، مما يكرِّس النظرة الإيرانية إلى لبنان التي عبرّ عنها في أكثر من موقف، إضافة لتصريحات كبار المسؤولين الإيرانيين الذين يرون في لبنان "محميةً للمقاومة وأرضاً للقتال". وأشار بأصابع الاتهام إلى الحزب الطائفي بترسيخ هذه النظرة وتعميقها، بدءاً من رموزه وشعاراته. فالعلم الذي يتخذه الحزب شعاراً له ما هو إلا نسخة طبق الأصل عن علم الباسدران، أو الحرس الثوري الإيراني، الذي يستعير منه معظم العناصر الرمزية كالكرة الأرضية، والذراع المرفوعة الحاملة للبندقية، وكذلك الغصن.

ومع هذا التشابه والارتباط الأزلي يتساءل كثير: كيف يمكن لهذا الحزب أن يبني جسور الثقة مع اللبنانيين في ظل تمسُّكه بالارتباط العضوي القائم مع إيران؟ ألم يحن الوقت للتسليم بمبدأ لبنان أولا؟ ويقول رئيس "حركة التغيير" المحامي إيلي محفوظ "التقرير يكشف الأهداف الحقيقية لهذا الحزب ولمشغلّه ومطلقه في لبنان، ويثبت أن سلوكه السياسي والعسكري والأمني قائم على مشروع قضم الجمهورية اللبنانية". وأضاف "لم يعد خافياً على أحد أن الحزب يعمل على تحويل لبنان إلى ولاية تابعة للولي الفقيه، وأن تنفيذ هذه الخطط يجري على قدم وساق عبر سياسات النعامة والغزلان في الظاهر، وعبر إطلاق مسرحيات وهمية تجاه بعض المسيحيين لدغدغة مشاعرهم عبر مشاركتهم بإحياء بعض الطقوس والمناسبات الدينية، بينما يسعى في الحقيقة إلى تحويل لبنان من جمهورية ليبرالية ديموقراطية إلى فيلق تابع بالمباشر للحرس الثوري الإيراني. ومشروع حزب الله بات واضحاً للعيان. لذلك على القيادات اللبنانية جميعاً أن تتنبّه لهذا الخطر الذي بات قاب قوسين أو أدنى من إحكام سيطرته على مفاصل الدولة". وختم بقوله "الثقة بين الشعب اللبناني وحزب الله أصبحت مفقودة، طالما أنه يمثل إيران، كما أن خطه السياسي واضح لناحية تحويل البلاد إلى ساحة لتصفية الحسابات. لذلك فإن أي حوار معه لن يأتي بأي نتائج".