ما زال الحديث عن الصيف، وقضاء إجازة ماتعة في ربوع بلادنا الحبيبة.. لكن الطرق الطويلة الموصلة إلى المصائف تفتقر لاستراحات مطورة تخفف من أعباء السفر وبخاصة على العوائل والأطفال، لأن 70% من المواطنين لا يتيسر لهم الارتحال على الخطوط الجوية فلا يجدون أمامهم إلا امتطاء عرباتهم الخاصة أو حافلات النقل الجماعي.

هنا تقف أمامهم عقبة عدم وجود استراحات تليق بالإنسان توفر لهم الخدمات المطلوبة.. لا حل إلا بإيجاد تعاونيات أو شركات على غرار (ساسكو) تُدعم ماديا على الأقل بمنحها قروضا طويلة الأجل وتصمم لها مواصفات دقيقة تكفل كل ما يحتاج له المسافر كبيرا أو صغيرا من الراحة والطعام ودورات المياه برسوم معقولة.. حتى تتحقق هذه الخطوة لا بد من إلزام محطات الوقود الموجودة على هذه الطرق بتوفير الحد الأدنى من هذه الخدمات وضمان نظافة المرافق الخاصة بها بدل الحال المتردية الموجودة الآن.

لا يكفي الاهتمام بتعبيد الطرقات الرابطة بين مختلف مناطق المملكة؛ مع إهمال الاستراحات اللائقة الموزعة على مسافات محددة من تلك الطرق يجد فيها المسافر ما يلزمه من أسباب الراحة وأداء الصلاة.

المطلوب من وزارة النقل والهيئة العليا للسياحة دراسة الوضع وإعطاؤه ما يستحق من الاهتمام فطرقنا أكثرها دولية يسلكها المواطن والمقيم والزائر.

هي جزء لا يتجزأ من حضارتنا وتقدمنا.. ولا يجوز بحال من الأحوال أن نتخلف عن غيرنا في الارتقاء بها.. فلسنا أقل شأنا من غيرنا، بل العكس إذا توافرت النية الحسنة والعمل الجاد.

الأمل بالمسؤولين ورجال الأعمال أن تتكاتف جهودهم ويقوموا بالدور المطلوب منهم بأسرع ما يمكن، فقد مرت سنوات طويلة والناس تنتظر وتعاني رغم أن رؤوس الأموال مكدسة والاستثمار بهذا المجال مربح والنتيجة تعكس صورة مشرقة تليق وما نملكه من مقومات عظيمة ومكانة عالية وسط المجتمع الدولي.