كيف يرى كل منكم وفقا لتجربته في الحياة الحاجة الشديدة للترفيه؟ هل هي وليدة حاجة حقيقية تحت ضغط الملل والتوتر الذي يحيط بمعظمنا؟ أم أنه مجرد ترفيه للترفيه وقضاء الوقت؟ ماذا لو كان لكل عائلة سعودية مجال لحضور مباراة كرة قدم، كرة سلة، مسابقة للسباحة، حضور مضمار فروسية؟ ماذا لو كانت أية أسرة بإمكانها حضور فيلم سينمائي، ناد ترفيهي، ناد رياضي؟

حاجة العائلة السعودية للترفيه غير المشروط بخصوصيات المسميات، والعوائق، والممنوعات أصبح ملحا ومهما، لأنه تنتج عن كبت حاجة الإنسان للترفيه أضرار بالغة، فالنفس ترغب في الراحة، يقول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام: "روحوا عن القلوب ساعة بعد ساعة، فإن القلوب إذا كلت عميت". ولكن أحيانا يصبح الترفيه ترفا لا نحلم بالوصول إليه.. وكأننا كائنات بشرية تختلف عن غيرها من الشعوب الأخرى، حيث هناك قوائم محظورة للترفيه بالنسبة لنا لأسباب تندرج دائما تحت ذريعة الخصوصية والفكرة المسبقة المغلوطة عن "معنى الترفيه"، إذ يتم ربطه ببعض الأفكار السلبية التي تربط بين الترفيه والمحظور، وبهذا يصبح الخيار المتاح محدودا وضيقا وخانقا ومفروضا في نفس الوقت، حتى لم يعد هناك الكثير من الفرص للترفيه في الوقت الذي كثير منا بحاجة شديدة إلى الترفيه، بغض النظر عن ظروفه ومشاكله والضغوط الواقعة عليه. فلنا أن نتخيل فقط مدينة فيها ما يقارب 5 ملايين إنسان معظمهم من الشباب والنساء لا يجدون متنفسا ترفيهيا لهم، في الوقت الذي تتوفر فيه أشكال الترفيه في كل مكان من العالم مثل السينما، والفنون الجميلة والرياضات الشعبية والسيرك والنوادي الرياضية والفنية.

الترفيه قد يأخذ صورا عديدة أبسطها مجرد ممارسة رياضة المشي. الترفيه جزء مهم من البناء الصحي والاجتماعي للإنسان، وهو وسيلة مهمة من وسائل تحقيق الحاجات النفسية والمجتمعية، وهنا تكمن أهميته.

حاجة العائلة السعودية للترفيه والخروج من دائرة الرتابة المتمددة في المجمعات والتسوق أصبح ضرورة بعد أن اقتصرت وسائل الترفيه على كون هذه الأماكن هي المتنفس الوحيد للأسرة، خاصة أن الطقس الذي تعيشه معظم مناطق المملكة لا يساعد على التنزه في الحدائق العامة أو خارج المدينة. الترفيه شيء مهم يجب أن يدخل في ثقافة الفرد كالشراب والطعام، ويجب أن يكون ضمن ثقافة المؤسسات المعنية، وأن تلتفت له مؤسسات الدولة كحاجة وضرورة للمجتمع. نأمل فعليا أن يأتي اليوم الذي نستطيع فيه الترفيه عن أنفسنا بدون الإحساس بالذنب.