قدم ثلاثة فنانين فلسطينيين "تيسير بركات ونبيل عناني وسليمان منصور بـ" جاليري المرخية" في قطر، معرضا فنيا بعنوان "رسائل الوداع"، يستمر لغاية 2 فبراير.
وتجاوزت الأعمال المعروضة 24 لوحة، معبرة عن روح الفنانين الثلاثة، حيث قال تيسير بركات عن أعماله: "رسمت ثم رسمت.. أوقفت الزمن وأمسكت الشخوص والفكرة.. وها أنا أحلق بعيدا في التجربة والروح وأطلق العنان لذاتي التي امتزجت مع المجموع في تجربة جديدة لتسبح هذه الشخوص في فضاء المكان واللازمان...أشكل فيها كسور عظامي وثباتي أمام الريح.. أستعرض فيها نصر أجدادي الذي لا فضل لي فيه .. أداوي جروحا وأفتح جراحا.. أسعى جاهدا أن أسمو عليها.. إنها الانعتاق من المألوف وارتياد عوالم مجهولة .. إنها أرجواني الكنعاني وبني حمو رابي ولازورد الإسكندر المقدوني وقوس قزح الشرق ..إنها الاغتسال الأول والملامسة البكر لرذاذ أول موجة على شواطئ المتوسط".
سليمان منصور ركز في أعماله على موضوع المشهد الفلسطيني بما فيه القدس، مشبعا برموز تاريخية ودينية وسياسية ونضالية، في محاولة لإعادة بناء روابط ذاكرتها لشخصية بين الواقع والخيال. ويوضح منصور: إنني أنطلق دائما من الواقع، مستعينا بأرشيف صور، إما مكدسة في صندوق قديم أو في الذاكرة، وأضيف أو أحذف منها وأعيد صياغتها إلى أن تقترب من الرؤية الفنية المختزنة في ذهني. إنني أبدأ أعمالي كرسائل حب، ولكنها تنتهي في العادة كرسائل حزن ووداع.
نبيل عناني قال "من خلال هذه التجربة، آمل اكتشاف المزيد من إمكانات التعبير، لمساعدتي في الوصول إلى المشاهدين وحثهم على التعامل مع القضايا ذات الصلة، وتشجيعهم على أن يكون في كل واحد منا مضي مع الحركة من أجل التغيير، لمواكبة التحولات لأن تأخذ مكانا في العالم". وعن شجرة الزيتون المتجلية في لوحاته قال: هي رمز بارز، أستخدمها لتصوير جانب أساسي للصراع الفلسطيني الناجم عن الاحتلال لوطننا. شجرة الزيتون هي جزء رئيس من الثقافة الفلسطينية، بل تشكل الجزء الأكبر من المشهد الفلسطيني الذي كان هدفا لهجمات من قبل إسرائيل. تدميرها يعكس حملة لطمس الهوية الفلسطينية، وتغييرا لتفريغ الأرض والمناظر الطبيعية، ولهذا السبب أشعر بالألم العميق عندما تشهد شجرة الزيتون تدميرا لها، تماما كتدمير منزل، مضيفا: إن التعبير عن الآلام وتطلعاتها يجيء عبر الفنون والثقافة التي تلعب دورا حيويا، وكفنان ولا سيما خلال انتفاضات العالم العربي الأخيرة، أصبحت مهمتي معالجة قضايا الساعة الأهم.. الظلم الاجتماعي والاقتصادي وفقدان الكرامة من بين العوامل الرئيسية وراء هذه الانتفاضات التي تهدف إلى التغيير والإصلاح.