بورصة أو بروسة "بالتركية: Bursa"، مدينة ساحلية، خرجت من كونها ثاني مدينة صناعية، إلى دور اتصالي ثقافي، حيث استضافت عبر التاريخ العديد من الثقافات.

تحتضن المدينة التي يقدر عدد سكانها بثلاثة ملايين ونصف نسمة، المئات من الآثار التاريخية، التي يمتد تاريخها للعصر الحجري الحديث، الذي وضع فيه أساس حضارة العالم قبل أكثر من 8500 عام، بحسب أحد مرشدي البلدة المشهورين، يونس سميك.

يضيف يونس، وهو يتجول مع عدد من العرب المهتمين بالتاريخ في متحف "بورصة الوطني" أن هذه المدينة لا تزال تحمل حتى الآن آثار البيزنطيين والسلاجقة والعثمانيين ومراحل الجمهورية التركية.

نائب والي محافظة بورصة فيدات ميفو أوضح في حديث خاص إلى "الوطن" أن المدينة تمثل إرثاً تاريخياً ليس فقط لماضيها، بل بسبب موقعها الجغرافي وطبيعتها التجارية، واحتضانها مزيجا من الثقافات المختلفة منذ القدم، شكلت نسيج مدينة بورصة.

وأضاف ميفو: "إننا نفتخر بالكليات التاريخية الموجودة في مدينتنا، وبجوامعها ومدارسها ودار الشفاء والخانات والحمامات والجسور والبيوت والأبراج، والأسواق التاريخية كسوق الحرير، وغيرها من الآثار التاريخية الموجودة فيها".

مجموعة متاحف جمعت ما بين الميراث الطبيعي والتاريخي لبورصة شكلت في الذاكرة التركيبة الثقافية لفسيفساء المدينة، التي تمثل عنصر جذب للسياح، كمتحف مدينة بورصة الذي بناه في 1926 أكرم حقي أيفردي، كمبنى للعدلية وتم ترميمه 2011، ومن ثم خصص لبلدية بورصة الكبرى، وتم تحويله كمتحف للمدينة في فبراير 2004.

وهناك متحف الآثار الإسلامية الذي استخدم على مدى سنوات طويلة كمبنى لمدرسة "الكلية الخضراء"، ومن ثم استخدم لفترة من الزمن متحفا للآثار، ولكن افتتح كمتحف للآثار التركية الإسلامية في 22 نوفمبر 1975، ويعرض آثارا تحمل الفن التركي الإسلامي ما بين القرن الثاني عشر والتاسع عشر.

متحف مدرسة الشاعر أحمد باشا للملابس الشعبية العثمانية ومواد الزينة، شكل قطب جذب للمهتمين بالآثار من قبل العرب، وتم تأسيسه من قبل إسات أولوماي، أما قصر السلطان فاستخدم كقصر للصيد بسبب الزيارة التي قام بها عبدالمجيد هان في عام 1844 لبورصة، وقد أقام فيه السلطان عبدالعزيز ومحمد الخامس رشاد وأتاتورك، وافتتح أمام المهتمين في 29 مايو 2003.

وهنا أيضا، متحف سيارات توفاش أناضولو، وهو متحف بحسب القائمين عليه لا مثيل له، يشرح المراحل التي تنقلت خلالها العجلات عبر التاريخ، أسسه توفاش بمساعدة بلدية بورصة في ناحية عموربيه، ويعرض المتحف العديد من العربات بدءاً بأول عجل.

ويعتبر رئيس بلدية بورصة، رجب الطيب من أشهر رؤساء البلديات على مستوى العالم اهتماما بترميم "المناطق الأثرية التاريخية"، وأضحى مستشارا من قبل العديد من البلديات الأوروبية والآسيوية للاهتمام بالمناطق الأثرية.