رفضت الفنانة النحاتة مهدية آل طالب اعتبار أنوثتها عائقا يحول دون خوضها عالم فن النحت، الذي يغلب الاشتغال على خاماته مواد صلبة كالحجارة، والخشب، إضافة إلى استخدام الحديد في نحت الصخر وحفر الخشب، وما يتطلب ذلك من جهد عضلي مضاعف، قد تفتقده المرأة. وتذهب آل طالب إلى أن الفن رؤية بالدرجة الأولى وليس عضلات. وبمشاعر الاعتزاز وما يشغلها من الفن، حضرت آل طالب من مسقط رأسها القطيف في المنطقة الشرقية، لتعرض نتاجها في النحت إلى جوار 15 فنانا في مهرجان "محايل أدفأ"، إضافة إلى مشاركتها في معرض الفنون التشكيلية بلوحات فنية. واستعرضت آل طالب فكرة إحدى المنحوتات من الحجارة التي جلبتها من أحد أودية تهامة، واشتغلت عليها في ورشة ضمن فعاليات المهرجان، وقالت موضحة لـ"الوطن": فكرة العمل جاءت من الحجر نفسه، الحوار بيني وبين الحجر جاء وليد اللحظة فتشكل في النهاية في فكرة طبيعة المرأة وواقعيتها، وتلك التصدعات التي تعترض طريقها في بعض المجتمعات، منحت هذا المجسم اسم المرأة المتصدعة نتيجة لظهور التصدعات في الحجر والتي ترمز إلى محاصرة المرأة ثقافيا واقتصاديا. واعترفت آل طالب ببوادر تغيرات إيجابية في ثقافة ومعرفة المرأة، مشيرة إلى أن تعاملها مع الريشة في الفن التشكيلي والرسم الذي مارسته قبل ثلاث وعشرين سنة، يبقى الأقرب إلى ذاتها، أما النحت فخاضته قبل ثلاث عشر سنة مبتدئة بالنحت على الطين، ثم الخشب فالحجر.

آل طالب التي سبق لها أن شاركت في العديد من المعارض داخل المملكة، وسورية، ومصر، والإمارات، تؤكد على الرغم من أنها امرأة، إلا أنها تتعامل مع تفاصيل المنحوتات بواقعية، رافضة مزاعم تقول بتأثير أنوثتها في جودة إنجاز العمل. وتابعت: المرأة السعودية أثبتت أنها قادرة على العمل في أي مجال من المجالات، وأن إيمانها برسالتها لا يمكن أن تقف أمامه الحواجز. وأكدت آل طالب استفادتها أثناء وجودها في منطقة عسير وخاصة زيارتها لمحافظة رجال ألمع، ومحايل عسير.