زار الرئيس المصري محمد مرسي جناح الجامعة الإسلامية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب الذي في دورته الرابعة والأربعين، أول من أمس وكان في استقباله عميد شؤون المكتبات بالجامعة الدكتور عماد بن زهير حافظ، الذي قدم للرئيس مرسي شرحاً عن جناح الجامعة الذي يقع ضمن أجنحة المملكة العربية السعودية بالمعرض، الذي تجاوز أمس الصراعات السياسية الدموية التى تشهدها البلاد مع الذكرى الثانية للثورة ليستقبل رواده الذين توافدوا عليه بكثافة كبيرة فاجأت المنظمين والعارضين، حيث تواصلت أمس فعاليات المعرض وعقدت ندوة تحت عنوان "الترجمة ودورها فى تعزيز الثقافة وتأكيد الهوية" بمشاركة عدد من الباحثين والمترجمين منهم الدكتور أحمد محمود والشاعر رفعت سلام والشاعرة فاطمة ناعوت فى لقاء أدارته الدكتورة سهير المصادفة التى تشرف على أنشطة المائدة.

وبدأ رئيس قسم الترجمة بدار الشروق الدكتور أحمد محمود، حديثه قائلا: من خلال تجربتى فإن الترجمة كان لها دور كبير في تأكيد الهوية العربية فى فترة من الفترات، بفترة كان الاهتمام بالثقافة العربية بالخارج، وكان لي عدة كتب ألقت الضوء على الحضارة الفرعونية من خلال ترجمة كتب مهمة تؤكد أن مصر القديمة كان لها دور كبير في إثراء الحضارة في العالم أجمع.

تحدث بعد ذلك رفعت سلام قائلا: هويتنا متعددة الطبقات لم تبدأ بعمرو بن العاص ومحاولات حصر حضارتنا فيما بعد ابن العاص هو قصور وتجن على الحضارات الأخرى، وأشار إلى أن الكثيرين فى العالم ينظرون لنا على أننا أبناء حضارة مؤثرة في التاريخ، حضارة لم تدع لنبذ الآخر.

وضرب سلام مثالا بأهمية الترجمات، مشيرا إلى دور رفاعة الطهطاوي، وقال: الترجمة رغبة في اكتشاف الآخر والتواصل معه، فهناك طبعا اختلاف بين هذا الآخر والحضارة المصرية والتراث المصري، لذا فالترجمة إضافة لنا.. وتندر سلام على حال الترجمة في الوطن العربي، مشيراً إلى أن ما نترجمه في الوطن العربي أقل بكثير مما تنتجه "إسرائيل" من ترجمات تعادل أضعاف ما ينتجه العرب كلهم رغم أنها كيان صغير وتعتمد وتعيش على المعونات.

وأشار سلام إلى أنه ما زال أمامنا شوط كبير لتحتل الترجمة مكانها اللائق في المجتمع العربى، وهناك جهود قد تكون إمكاناتها محدودة لكنها على الأقل تؤسس لهذا الجهد الذي ننتظره في مجال الترجمة والتعريف بالآخر والتفاعل معه، ومنها سلسلة الجوائز التي ترأسها الدكتورة سهير المصادفة.