لماذا يسافر الناس خلال إجازاتهم؟ لماذا يتكبدون العناء، ويعرضون أنفسهم لوعثاء السفر؟ لماذا يصرفون أموالهم، ويستهلكون رصيدهم من الإجازات؟ لماذا يغادرون منازلهم وهم يعلمون أنهم لن يجدوا أكثر أُنساً وأمناً منها؟!

بداية لا بد من القول إن السفر أصبح عادة اجتماعية لدى السعوديين أكثر من كونه حاجة.. هاكم آخر إحصائية اطلعت عليها.. تقول الإحصائية إن السعوديين الذين قصدوا تركيا - مثلا - كان يبلغ عددهم 120 ألف سائح في عام 2011.. ارتفع هذا العدد إلى 200 ألف عام 2012.. سيبلغ 400 ألف سائح سعودي خلال العام الحالي.. هذه دولة واحدة من عشرات الدول التي يقصدها جماعتنا كل عام!

نعود لسؤالنا: لماذا تسافر؟!

للوهلة الأولى قد يبدو السؤال ساذجاً.. لكن حاول أن تجيب عليه.. ستقع في ورطة.. ستجد أنك وقعت في متوالية ليس لها آخر.. هل تبحث عن الأجواء الجميلة؟ إذن لماذا يسافر أهل أبها؟ هل تبحث عن مراكز التسوق؟ إذن لماذا يسافر أهل الرياض؟ وإليك سؤالا أكثر تعقيداً: "لماذا يسافر الفرنسيون"؟! لماذا يتركون "نهر السين" ويبحثون عن غيره؟ لماذا يتركون بلادهم التي تعتبر قبلة ملايين السياح في العالم؟!

ما الذي أود الوصول إليه؟

السفر لتغيير حاجتين رئيسيتين.. "المكان والناس".. مشكلتنا اليوم أثناء السفر أننا ننجح بامتياز في تغيير المكان.. نصل لأماكن ساحرة.. لكننا نرسب في الشرط الثاني.. حيث نحمل "الناس" معنا حتى لو وصلنا إلى أقصى نقطة على الخارطة.. وأعني بذلك حرصنا على معرفة كل ما يدور في المجتمع.. والتواصل اللحظي والانشغال بقضايا وأخبار المجتمع.

ما الفائدة حينما تسافر لكنك مشغول بكل صغيرة وكبيرة تجري خلفك؟ حسناً؛ هل فكرت حينما تسافر المرة القادمة أن تترك هاتفك الجوال خلفك؟!