بعد غدٍ يصدم معظم الآباء السعوديين بنتائج أبنائهم وبناتهم الناجحين، ويزداد حزنهم وألمهم بزيادة المعدل، وتحدث المأساة إن حمل أحدهم شهادة تقدير، كما فعل "ابني الوليد" قبل أيام.

ربما يتساءل بعضكم: كيف يكون نجاح الأبناء صدمة وألما وحزنا؟! هؤلاء أباغتهم بالإجابة المفحمة: هنا تكمن "الخصوصية السعودية".

ولكي تكون الإجابة مقنعة فلا بد من شرحها وتشريحها بحسب الشهادة والمرحلة التعليمية؛ فإن كان ابنك "فرحان" بحصوله على الشهادة الجامعية، فسوف "تحزن" لأنك تعلم بأنه لن يجد وظيفة، ويضاف هو وشهادته إلى قوائم العاطلين، وينغص حياتك بسهر الليل ونوم النهار، وربما يتحول إلى "مواطن فاسد" ويسقط في فخ المخدرات، أو يمتهن السرقة، أو "يلتم على فئة ضالة". والعياذ بالله.

أما إن كان من حملة الثانوية، فهنا ستشعر بالألم وأنت تتناول منه شهادته، وفكرك مشغول في إلحاقه بكلية أو جامعة، وفي تخصص يضمن له مستقبلا جيدا، والواسطة التي تؤمن ذلك، والنهاية التي لا تصل إلى المشهد الذي سبق شرحه وتشريحه.

أما بقية الأبناء والبنات في المراحل الأخرى، فالصدمة تكون بطريقة مكافأتهم على هذا الإنجاز، سواء بشراء هدايا أو بأخذهم في رحلة سياحية.. فالراتب يا عزيزي لا يفي بمتطلبات المعيشة الأساسية، من سكن ومواصلات ومأكل وملبس وفواتير و"ساهر"؛ فكيف لو أضيف عليه بند "هدايا النجاح" أو بند "السفر"؟!

وبما أنني ختمت الإجابة بـ"طيب الذكر" الراتب، سأواصل الحديث عنه، وعن "سلمه" الذي لم يستطع إيصال شريحة من المواطنين إلى حياة مستقرة، حيث يقبع على حاله منذ سنوات، فيما تتزايد تكلفة المعيشة في كل مكوناتها، وبشهادة مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات، التي تقول بأن تكلفة المعيشة زادت إلى نحو 4% بين عامي "2007-2012" مع يقيني بأن هذا الرقم لا يمثل "ربع" الرقم الحقيقي.