كتبت مقالا في غرة مارس من هذا العام، انتقدت من خلاله أوضاع نادي النصر، وهذا لا يتعدى كونه رأيا خاصا بي، تكفله حرية الرأي، من مشجع "متقاعد"، غير ملزم بأي حال من الأحوال، وهو الأمر الذي أشرت إليه في مطلع المقال وآخره، ومع ذلك لم أنج من تهم "الخيانة"، ولم يحمني من مسلسلات "الشتم" و"العنصرية" من قبل بعض المتطرفين، الذين لا يمثلون وجهة نظر النادي بالتأكيد..

ما هو محزن حقا، وبعيدا عن مقالة "النصر"، أن المشكلة الأزلية في خلافات الرأي تسقط دائما على الأشخاص بعيدا عن الفكرة، فمعظم الناس - وللأسف - لا يفرقون بين الفكرة وصاحبها، ولا يعزلون بينهما في التفنيد، ومحاولة طرح الرأي المضاد.. وامتدادا لهذا، فالأغلبية ممن خالفوني، ناقشوا شخصي المتواضع، بعيدا عن الفكرة المطروحة، بل لا أكاد أتذكر أي أحد ناقش الفكرة (ذاتها)!

وعلى الرغم من قلة متابعتي للرياضة بشكل عام، وكرة القدم بشكل خاص، إلا أنني "أزعم" بأنني قادر على قراءة الأحداث بشكل دقيق، وهو الأمر الذي لم يجد أي اهتمام من لدن القائمين على النادي، ولم يضعوه في الحسبان بشكل مبكر.. فلو عادوا إلى مطلع العام، وتحديدا إلى مقالي "21 حدثا في 2013"، لوجدوا أنني لم أنس النادي من قراءتي لهذا العام، وأخبرتهم عن توقعي الذي أهملوه.. حيث قلت: "لن يحصل النصر على بطولة"، وللأسف حدث هذا، وكم تمنيت ألا تصدق توقعاتي!

وهنا، وبعد كل هذا، فأنا أدعو - ودعوتي هي رأي شخصي - بأن يجرب مشجعو نادي النصر، أو عدد منهم، تشجيع نادي "العروبة".. ذلك النادي اليافع، الذي وصل قبل أسابيع لمعسكر الـ"ممتاز"، يحمل معه طوابير من الأحلام، بأرواح شبابية، وعزيمة صادقة، ورؤية لا تعرف العودة.. لعله يهديهم بطولة، حلموا بها لسنوات، مع ناديهم الذي لم يمنحهم سوى (الوعود)!