هل يصدق أحد أن ما يحدث في مصر الآن جاء عقب ثورة أبهرت العالم وانكبت جامعاته ومعاهده لدراستها وتحليلها؟! وتوسم الجميع خيرا في إضافة لبنة جديدة إلى البناء الديموقراطي، لكن دائما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، لتصبح مصر إضافة جديدة لبؤر التوتر في المنطقة الملتهبة أصلا، الجميع بلا استثناء مسؤول عن الأزمة الحالية بتغييب المصالح العليا للبلاد وإعلاء مصالح شخصية زائفة.

كل المتناقضات تحدث على أرض مصر فالشعب الذي صنع أعظم حضارات الأرض، هو نفسه الذي يهدم ويحرق ويخرب بأسلوب أقل ما يوصف به أنه أسلوب همجي بربري!

المؤسف حقا هو تواري العقلاء والحكماء والاكتفاء بالمشاهدة على وطن يحترق وأمة تنهار، إنهم مطالبون الآن بالخروج عن صمتهم والتدخل بين المتصارعين لتقديم الحلول وإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإخراج الأمة من النفق المظلم الذي دخلته، ومزيد من الانتظار يعني إطباق النفق عليها وخروجها جثة هامدة لا قدر الله ، نطالب العقلاء والحكماء بدعوة الأمة المصرية بأطيافها وأحزابها وتياراتها كافة إلى كلمة سواء نغلب فيها المصالح العامة وننبذ فيها التناحر والتصارع لمصالح ذاتية ضيقة.. إنها صرخة مغترب فهل من مستمع؟