"النسيم العليل ملء سماك.. والهوى فيك عاطر بشذاك" هذان البيتان اللذان تغني بهما الشاعر السعودي يحيى توفيق حسن في إحدى قصائد ديوانه " شعري وحواء" تعبير عن حبه لمدينة جدة، يحاكيان الأجواء الربيعية التي تعيشها جدة حاليا، فالجو العليل المشوب بترقب سقوط الأمطار، حث الأسر على الهرولة لشاطئ البحر منذ الصباح الباكر.
"الوطن" رصدت خلال جولة لها على كورنيش جدة أمس توافد الرواد زرافات ووحدانا، وكأنه "عرس أسبوعي" يحرص الجميع على حضوره، فمن ذا الذي يقاوم تلك الطبيعة الساحرة على شاطئ البحر، حيث تداعب النسائم سطح الماء فتبدو رقراقة، مما يبعث على الهدوء والاستجمام، ونسيان عناء العمل طيلة أيام الأسبوع.
وعلى الرغم من أن الفصل الدراسي الثاني بدأ منذ أسبوع، إلا أن تجمعات العائلات على الشاطئ توحي بأن الإجازة لا تزال مستمرة، حيث يسود جو من دفء التآلف بين تلك العائلات، يقويه السمر على وقع رائحة القهوة المنبعثة من الدلال، وحرارة الشاي، خاصة مع وقت الغروب ومنظر السماء الداعي للاسترخاء.
وبالنسبة للأطفال، فاليوم عيد لهم، ولما لا فهو ملتقى للهو مع الأصحاب على ألعاب جديدة كلباس العيد وفرت بعد تطوير الكورنيش، بأنواع مختلفة، مما لا يجعلهم يحسون بالملل أو مضايقة أهاليهم بقطع حديثهم، يتقاسمون أوقاتهم بين اللعب في مياه البحر والاستمتاع برمال الشاطئ، والعودة للألعاب مرة أخرى.