طالب الروائي الدكتور إبراهيم الخضير وزارة الثقافة والإعلام تشجيع الكتّاب ودعمهم، ليس محاباة لأسماء بعيدة عن كتابة الرواية على حد وصفه، مشيرا إلى أن هناك "لوبي" يدعم بعض الأسماء ويروجها في الإعلام بناء على علاقات شخصية ومصالح متبادلة فيما البعض محرومون، في الوقت الذي تشجع فيه الحكومات الغربية الروائيين العرب، وتمنحهم ما يحتاجون إليه من أجل إنتاج متميز.

وتحدث الخضير ساخطا في الأمسية التي استضافها المنتدى الثقافي بفرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، السبت الماضي، عن وفرة الإنتاج الروائي السعودي، وأن هناك أشخاصا دخلاء على الرواية السعودية، لا يملكون الفكر ولا الثقافة ولا حتى المعلومة، حتى أصبح الإنتاج الروائي السعودي يتفوق على الإنتاج المصري كمّا وليس كيفا، موضحا أن بعض الروايات لا تساوي ثمن الورق المطبوعة عليه، ومشيرا إلى ضرورة الاطلاع الثقافي والتحصن بالمعرفة لتوظيفها في العمل الروائي. واتهم الخضير الإعلام بالتقصير في التعريف بالأعمال الروائية الجيدة.

وتطرق الخضير لصلة علم النفس بالأدب، لافتا إلى ندوة نظمها مع عدد من الأدباء والمختصين من لبنان ومصر في بيروت، تناولت علاقة الأمراض النفسية بالإبداع وبالمبدع، تناولت السؤال: هل الإبداع يقود إلى المرض النفسي، أم أن المرض النفسي هو الذي يجعل الإنسان مبدعا؟، مشيرا إلى أن هناك الكثير من المبدعين الذين عانوا من أمراض عقلية ونفسية، وبعضهم يساعده مرضه على خلط العوالم، ويعزز من حالته الإبداعية، وبعضهم يقل إبداعه إذا ما تم علاجه.

وضرب الخضير أمثلة لأدباء لديهم أمراض نفسية، كهمنجواي الذي ختم حياته بالانتحار، وفرجينيا وولف وبلزاك، وقال: إن أكثر من 70 شخصية من كبار الشخصيات في العالم لديها أمراض نفسية، وفي المملكة كان الشاعر حمد الحجي، مريضا نفسيا يرقد في مصحة شهار في الطائف ويعاني من مرض الفصام، داعيا إلى ضرورة دعم هذا النوع من المبدعين في السعودية.

الخضير أكد أن الشعب السعودي أكثر الشعوب العربية قراءة من خلال إحصاءات المعرض الدولي للكتاب في الرياض، الذي يباع فيه أكثر ما يباع في القاهرة وبيروت، وهذا يدل على أن هناك شغفا بالقراءة من المجتمع السعودي.