في الأيام المقبلة سيكون لإيران رئيس جديد، ولكننا نسمع ونقرأ نكاتٍ على الإنترنت حول هذا الموضوع أكثر مما نقرأ أو نسمع تحليلات وتوقعات حول الفائز في الانتخابات. حيث إن الكثيرين من أبناء الشعب لم يقرروا بعد فيما إذا كانوا سيدلون بأصواتهم أم لا، فإنهم يجدون فرصة في وضع المرشحين تحت المجهر والسخرية منهم.

الطرف الحاد من السيف موجه بشكل خاص إلى حداد عادل، وهو عضو في البرلمان وقريب لآية الله خامنئي، حيث إن ابنته متزوجة من ابن المرشد الأعلى. جسمه الصغير والنحيف والبطء الذي يتميز به يجعل بعض الناس يعتقدون أنه مدمن على الأفيون. يتداول الناس على صفحات الإعلام الاجتماعي قضية إدمانه على الأفيون وضرورة أن يخضع للعلاج لتحسين أدائه الاجتماعي.

محمد قرزاي كوميدي حقيقي. هو يجعل جميع المناظرات التلفزيونية ممتعة للمتفرجين. هو يؤدي دور المنظم، ويصحح جميع المرشحين السبعة الآخرين كلما اعتقد أن ذلك ضروري، ويتكلم في أي وقت يشاء ليطرح أسئلة سخيفة بدلا من تعليقات وبشكل عام يسلي الناس.

بعد الذي رآه وسمعه الناس من سعيد جليلي، أصبح الناس يمتدحون الرئيس أحمدي نجاد، ويتمنون أن ينسحب هذا المحافظ المتطرف صاحب العقلية المغلقة من السباق الرئاسي. جليلي يقول: إنه يمكن استخدام السينما والفن للدعاية للبرنامج النووي. مقارباته للفن والثقافة الإيرانية أخافت الناس وجعلتهم يعتقدون أنه ظاهرة جديدة بين المحافظين المتشددين. وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إيرنا) نفت في رسالة مفتوحة أنها تدعم جليلي بشكل سري أو أنه مرشح أحمدي نجاد في الانتخابات. الإيرانيون لم يكونوا يعرفون الكثير عن سعيد جليلي، باستثناء أنه كان يحب إلقاء محاضرات على السيدة أشتون، مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، خلال مفاوضات إيران مع مجموعة دول 5+1. ترشحه للانتخابات الرئاسية جعل الناس يعرفونه أكثر ويفهمون سياسته الفاشلة تجاه الدول الغربية. جميع المرشحين الرئاسيين واجهوا سعيد جليلي في المناظرة على الهواء مباشرة واعتبروه مسؤولا عن فشل المفاوضات. وبشكل عام كان أداء جليلي سيئا في المناظرات. لن أفاجأ إذا غادر هذا المرشح السباق الرئاسي قبل الانتخابات الجمعة القادم.

أداء الدكتور ولايتي لم يجعل الناس يخافون لدرجة يؤلفون نكات كثيرة عنه مثل باقي المرشحين. ولايتي يتحدث عن تحسينات في السياسة الخارجية وحل قضية البرنامج النووي. قال للناس بوضوح في مقابلة عرضها التلفزيون الأحد أن الكثير من الضرر لحق بالمفاوضات النووية لكن الأمر لا يزال قابلا للحل في حال بذل جهود جيدة ودبلوماسية بارعة. ولايتي قال: "علينا أن نتحدث إلى عدد من الدول. علينا أن نخفف التوتر مع جيراننا وإعادة العلاقات إلى ما كانت عليه. السياسة النشطة تستدعي القيام بتغييرات بطريقة جيدة وبالطبع يحتاج ذلك وقتا".

المساعدة التي تلقاها ولايتي من أعلى مؤسسة ومن علماء دين بارزين تجعله الأوفر حظا ليصبح المرشح المحافظ المفضل. منافسه الرئيسي ربما يكون باقر قاليباف، الذي يتمتع بصلة قرابة أيضا مع المرشد الأعلى آية الله خامنئي. القائد السابق في الحرس الثوري ورئيس بلدية طهران الحالي يفعل كل شيء ليبدو رئاسيا. الكلمات العامية التي كان يستخدمها بشكل يومي ودوره في الهجوم على السكن الطلابي في طهران في 1999 يخفضه في أعين الناس، خاصة الشباب وطلاب الجامعات. حسن روحاني، واجهه بحقيقة أن قاليباف أراد أن يقوم بخدعة لاستدراج الطلاب جميعهم إلى الشارع بإعطائهم موافقة على التظاهر وبعد ذلك يقوم بمهاجمتهم. عندما قال روحاني ذلك على التلفزيون الجمعة الماضية، شحب لون قاليباف ولم يستطع الرد. كانت تلك فرصة جيدة لروحاني لتحدي قاليباف وسحب بعض التأييد الشعبي منه.

روحاني وعارف هما مرشحان شبه إصلاحيين لكنهما يتصرفان بجرأة أكثر من أي إصلاحي خلال السنوات القليلة الماضية. هناك شائعة بأن عارف ربما يخرج من السباق الرئاسي قريبا لصالح روحاني لكن السؤال هو: هل سيتحمل النظام الإيراني والمحافظون المتشددون هجمات روحاني الحادة على معسكر المحافظين ويسمحون له بأن يصبح الرئيس القادم؟

مساء الأحد الماضي قال الموقعان الإخباريان شبه الرسميين "فارس" و"يهر" أن مؤهلات روحاني أصبحت قيدا للشكوك الآن وأن مجلس صيانة الدستور قد يلجأ إلى سحب تأهيله وإلغاء ترشيحه للانتخابات الرئاسية خلال الأيام القليلة القادمة. المتحدث باسم مجلس صيانة الدستور نفى هذه الادعاءات وقال: إنها مجرد إشاعة صحفية. هناك دعابة على روحاني وعارف في الإعلام الاجتماعي تقول: إنهما يجمعان معلبات غذائية وحلويات استعدادا للإقامة الجبرية بعد الانتخابات. هذه الدعابة طبعا إشارة إلى موسوي وكروبي اللذين وضعا قيد الإقامة الإجبارية بعد الاحتجاجات التي تلت الانتخابات الرئاسية الماضية.

إذا أصبح روحاني الرئيس الإيراني القادم مع المفتاح الرمزي الكبير الذي يحمله معه في كل مرة يظهر فيها في مناسبة عامة، فإنه ربما سيفك قيود مير حسين موسوي ومهدي كروبي ويطلق سراحهما.