الخبر الصحفي الحقيقي هو أن يلتقط المراسل ما لم يره الناس، وعليه عندئذ أن يصف الحدث وصفا دقيقاً لا يحتمل غير الصواب، وبلغة واضحة ودقيقة وموجزة ومحايدة، بحيث لا يتضمن رأياً، ولا تظهر على لغته علامات الميل نحو فكرة أو شخص أو جهة.

وعلى الرغم من ذلك، فإن الأخبار الصحفية لا تخلو من الخلل والرأي والحيف والتجني، بل إن بعض الصحفيين قد يتعمد ذلك اعتمادا على نظرية مسؤولية الصحفي الاجتماعية التي قررها "ادجار ديل"، وليته لم يقررها.

المهم، أن الخبر المصوّر باللغة أو الصورة الفوتوغرافية الثابتة قد لا يخلو من الخلل، أمّا الخبر الذي تنقله كاميرات الفيديو فإن احتمال تزويره أو توجيهه أقل بكثير، مما يجعل الثقة فيه أكبر، بل إن عناصر الجذب التي ينطوي عليها أكثر.

كلنا نعرف صحيفة اليوم السابع المصرية، التي امتازت مؤخرا بتوقيع رئاسة تحريرها ومالكي أسهمها على وثيقة ضمان حريتها واستقلالها، وليس هذا هو المهم هنا، وإنما الأهم هو أن قناة اليوم السابع على "يوتيوب"، باتت أهم من "اليوم السابع" نفسها؛ بما تبثه من مقاطع خبرية تقدّم الواقع كما هو دون تزيّد بالتشويه أو التحسين، ودون أن يكلفها ذلك سوى استقطاب الهواة من مصوري المقاطع، وحفظ حقوقهم الأدبية بإثبات أسمائهم على المقاطع بوصفهم راصدين أو مراسلين أو معدي تقارير، وربما وهبتهم حقوقا مادية تجعل من الرصد وتصوير المقاطع مصدر رزق، وتحث أصحابها على المزيد من الاحترافية، ليتخلّق التنافس، وتتحقق الجودة.

إن ما تفعله "اليوم السابع" مواكبة حقيقية ويسيرة للعصر، واستثمار ذكي لوسائط الإعلام الجديد، وقد يكون مصدر دخل مهما بالنسبة إليها، حين يصير الإعلان ـ على مقاطع قناتها ـ أكثر انتشارا من الإعلان على صفحاتها، وهو - حتما ـ ما سيكون.