طارت وسائل الاتصال الحديثة في "العجّة"، وجملة "طار في العجّة"، هي تعبير عاميّ وشعبي، عمن يسارع مع المسارعين في أيّ شيء، دون تخطيط أو تروٍ، أو حتى دون لحظة تفكير هادئة.

من خلال وسائل الاتصال التقني الحديث، ظهرت لنا مواقع وبرامج التواصل الاجتماعي التقني، بشكل سريع ومتتابع.

ظهر "فيس بوك، ويوتيوب، وتويتر، وانستغرام، والكيك، والآسك"، وغيرها من هذه المواقع والبرامج، دون أن تهدأ شركاتها المنتجة والمالكة لتلك الخدمات الاتصالية التواصلية، ولو للحظة، تفكر فيها، وتتأمل، وسط هذا السباق الخدماتي الإلكتروني المحموم لأعلى درجة.

آخر صرعات هذا السباق المحموم، وهو ما أردت الحديث عنه هنا، هو برنامج الاتصال الحديث الذي يُدعى "ببلي".

"ببلي"، هو خدمة تواصلية اجتماعية إلى حدٍ ما، وقد حُشدت لها مساحة إعلانية ضخمة قبل نزولها للسوق، تفوق ما سبقها من وسائل وبرامج التواصل الحديث.

الخدمة تتلخص فكرتها في تواصل الناس مع المشاهير، من خلال خدمة التسجيل الصوتي، غير أنها تشترط أخذ نسبة مالية تتقسم بين المشاهير من جهة وشركات الاتصال من جهة، والشركة المالكة من جهة ثالثة.

البرنامج جميل كفكرة، لكن من يلاحظ إحجام الناس عن التسجيل فيه، يعرف تماماً أن السبب هو المقابل المادي المدفوع من المشترك، حتى لوكان بضعة ريالات زهيدة.

ببلي كان سينجح لو حذا حذو، برامج التواصل الحديث، المجانية الأخرى، وكانت ستكتسب جماهيرية منافسة لـ"فيس بوك"، و"تويتر والكيك" وغيرها، وهذا ما عليه فعله إن أراد البقاء، في سوق اتصالي وخدمي، لا يعترف بالهدوء يوما.