التحفيز من أهم الطرق تأثيرا وأكثرها فاعلية لدوره الكبير في التغيير والتطوير والإنجاز، وبذلك يمكن الحصول على أداء مميز وناتج أميز في وجود الحافز التشجيعي المناسب. هذه قاعدة مهمة يعيها ويدركها من يسعى لإيجاد أجواء تنافسية شريفة الهدف الأسمى منها هو الدافعية والرغبة والتأثير والإنتاج.

من هذا المنطلق كان لزامًا على وزارة التربية والتعليم أن تسير في هذا النهج بل وتفتح آفاقا أرحب وأوسع لمثل هذا الطريق. سنتحدث هنا عن مرحلة الصفوف الأولية (التعلم الأساس) وهنا أخص من هذه المرحلة (الصفوف الأول والثاني والثالث) فهذه المرحلة من أهم وأخطر المراحل في التربية والتعليم كونها اللبنة الأساس، ونقطة الانطلاق الأولى إلى آفاق من النجاح والتفوق والإبداع ليثمر بالخير في المستقبل إن شاء الله. هذه المرحلة تحتاج إلى أهم ركيزة وهي أساس العملية التربوية والتعليمة (المعلم المبدع المتميز) والذي بدوره يبني أمجاد الأمة ويحقق أهداف الوطن الكبير، ويزرع بذرة الخير والأمل والبناء والتطوير لهذا الوطن العزيز والغالي على قلوبنا. وهذا المعلم يختلف كليّا في طرائقه وأساليبه واحتياجاته وطريقة تعامله وتصرفاته عن غيره من المعلمين كونه يتعامل مع نقطة البداية لجيل غد الواعد، ولتحقيق كل ذلك يبذل كثيرا من صحته وراحته ليرسم حروف إنجازه وكفاحه في صدور طلابه، فيتعامل معهم بروح الأب الحنون، والصديق الوفي فينزل إلى مستواهم العقلي ويتصرف معهم بعفوية وجاذبية ليبدأ وإياهم أول خيوط النجاح بمعرفة استعداد الطفل للتعلم، الإلمام بالظروف الاجتماعية والأسرية، فهم طبيعة الطفل وحاجاته، والتعامل معه ككل (اجتماعيًا وعاطفيًا) ثم يركز المعلم على جوانب الجذب والتشويق والمرح والمرونة والتعامل معهم بحيوية ومرونة ونشاط مع الاهتمام الكبير بالجانب النفسي ومعرفة مراحل وعملية النمو العقلي والذي ينبغي على كل معلم لهذه المرحلة أن يكون ملمًّا بها، فهي قفزة مهمة وهائلة للنجاح والتفوق.

كما أن هناك جانبا في غاية الأهمية وهو الاستعداد الفطري وحبه للمهنة (الروح المعنوية - حب حقيقي للأطفال). ثم تأتي بعدها نقاط أخرى مهمة لا تقل عن سابقاتها ومنها الثقة بالنفس وكسب ثقة تلاميذه، واختيار المناسب لهم وتحقيق أهداف ومهارات المادة بيسر وسهولة. وغيرها كثير من الجوانب الأخرى. والملاحظ أن هناك من لا يدرك هذا الدور الكبير بل ويسعى إلى التقليل من عمل معلم هذه المرحلة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وهذا سيؤثر سلبًا على تلاميذ المرحلة من حيث الابتعاد عن تدريسها، وقد يخسر الميدان التربوي رموزا تعليمية مميزة ومبدعة في هذه الجانب، وهذا بلا شك يؤثر على مستوى التلاميذ وتحصيلهم وعلى مستقبلهم لا قدر الله. من هنا وبناء على ما سبق فإن معلم الصفوف الأولية يحتاج من الوزارة الموقرة لكل اهتمام وتشجيع وتحفيز والوقوف بكل ما يدعم ويرفع من مكانته ويساعده على البذل والعطاء، ويجعله يدرك ويحس أن هناك أناسا يقدرون ويعلمون حجم عمله ومعاناته، وبذلك يسعون بكل الطرق لشكره وإعطاء المميز ما يستحق نظير دوره وإبداعه وتميزه في عمله الذي يؤديه طيلة العام الدراسي، فالنجاح عملية مشتركة تحتاج لتكاتف الجميع وجهودهم حتى نصل إلى المأمول إن شاء الله.