من السهل استفزاز الناس وإخراجهم عن طورهم.. وأسهل منه تحويلهم إلى ركن "المحبطين" من "الإصلاح".. بتصرفات مسؤول مستفزة.. و"لامسؤولة"!
يستفز "المسؤولُ" المجتمعَ ضد إدارته، ثم يغادر "منقولاً" إلى الأعلى.. أو "متقاعداً" إلى الأهل بعدما شوه صورة تلك الإدارة.. ويأتي مسؤول جديد "يغضب" ممن ينتقد إدارته، وكأنه يريد من المجتمع أن يعيش بلا ذاكرة أو أن يتعامل مع كل مؤسسة من مؤسسات الدولة حسب شخصية مديرها باعتبارها ملكاً له!
بإمكان جامعة "واحدة" أن تشوه صورة وزارة التعليم العالي.. وليس بإمكان 10 جامعات أن تعيد الصورة جميلةً، إن كانت تعتبر كذلك. بإمكان مسؤول "واحد" في إدارة تعليم "ما" أن يحبط آلاف المعلمين والطلاب وأولياء الأمور.. وليس بإمكان 10 إدارات علاقات عامة أن تزيل إحباطهم!
مستفز جداً لأي "مواطن" أن وزارة العمل التي تؤكد أنها تسعى لسعودة الوظائف، تمنح جامعة القصيم 955 تأشيرة مفتوحة لاستقدام أكاديميين من 9 دول للتدريس فيها؛ بحجة أن الجامعة أعلنت ولم يتقدم أحد، بينما لم تذكر أنه يوجد الكثير ممن يحملون التخصص المراد إلا أن شروط الجامعات تعجيزية، فجامعاتنا تشترط ألا يكون المتقدم موظفاً، وتشترط عمراً محدداً لكل شهادة.. ألا يفترض تجاوزها بدل الاستعانة بغير السعوديين!
وزارة العمل وجامعة القصيم تحتاج الكثير لطمس هذه العثرة.. وهي عثرة بلا شك! ومن يعيد تحسين الصورة، بعدما كشفت "الوطن" أن قيمة عقد صيانة ونظافة "مكتب رئيس فرع" بديوان المظالم يبلغ 640 ألف ريال، ويوازي في القيمة عقود صيانة ونظافة 3 محاكم إدارية في عرعر ونجران والباحة، حيث رصد لإدارية عرعر 189 ألف ريال، ونجران 237 ألف ريال، والباحة 200 ألف ريال.. هل لاحظتم أنه عقد نظافة لـ"مكتب الرئيس" وليس كل مبنى "ديوان المظالم".
(بين قوسين)
"المُستفِز".. هو من لا يمتلك مشاعر.. ولا يراعي أحاسيس الناس، واستفزاز الناس لا يحتاج إلا إلى "لامبالاة" بهم.