يعتبر شارع الكوت الواقع في وسط المنطقة التاريخية للهفوف متنفساً للعمالة من مختلف الجاليات الآسيوية، وملتقى لهم للترويح عن النفس بعد ساعات عمل شاقة، ويشتمل على مدرسة لتعليم أبناء الجاليات وهو بمثابة نقطة تواصل فيما بينهم، وساهم في ذلك، انتشار المطاعم الآسيوية، حيث تجد كثيرا من العمالة يتناولون وجباتهم "المفضلة" ذات المذاق الآسيوي، ويتداولون أطراف الحديث، تنفيساً عن همومهم وشجونهم المختلفة.

ويستقبل هذا الشارع، الذي يبدأ من حي الفوارس في الهفوف، ويمتد حتى حلقة سوق الأسماك مروراً بعمارة السبيعي ومصرفي السعودي الفرنسي والعربي الوطني، يومياً خلال ساعات المساء أعداداً كبيرة من العمالة الآسيوية، وتتضاعف أعدادهم في إجازة نهاية الأسبوع ليلة الجمعة ويوم الجمعة من كل أسبوع.

"الوطن" زارت أمس، الشارع، والتقت مجموعة من العمالة والباعة في المحلات والمطاعم.

في البداية، أشار رامش خان "بنغالي- عامل في مطعم"، إلى أن المطاعم الآسيوية والمتمثلة في الجنسيات البنغالية والهندية والباكستانية والفلبينية، تنتشر في هذا الشارع، حتى أنه إصبح شارعاً معروفاً عند جميع العمالة الآسيوية التي تعمل في الأحساء، مبيناً أن سمعة هذا الشارع ليست في السعودية والأحساء فقط، بل إنه معروفاً في بلدانهم، فبمجرد حصول العامل على تأشيرة عمل في السعودية من بلده في بنغلاديش، ومعرفته أنه متوجه إلى العمل في محافظة الأحساء، فإن مكتب الاستقدام هناك في بلدانهم، يزوده باسم هذا الشارع "الكوت"، حتى يتوجه إليه ويلتقي المجموعات البنغالية في الأحساء.

وأضاف إسماعيل برهام "هندي- بائع في بوفية" أن وجبات بعض مطاعم هذا الشارع، تستهوي مختلف الجنسيات بمن فيهم السعوديون، فكثير من السعوديين يشترون الخبز الهندي "تشباتا"، وكذلك السمبوسة بنوعيها الحار والبارد، مؤكداً أن هذا الشارع يشهد حركة كبيرة ليلة الجمعة وفي ليالي رمضان، حيث تعرض هذه المطاعم الوجبات الرمضانية ذات المذاق الطيب في بلدانهم، وبعض تلك المطاعم حرصت على إضافة بعض الديكورات التقليدية في البلدان الآسيوية ليعيد زبائنه إلى وطنهم الأم.

وأبان نيراس تاجو "هندي" أن هذا الشارع مهم لمختلف الجاليات الآسيوية، إذ إنه يشتمل على مدرسة لتعليم أبناء الجاليات، ويحرص الجميع على شراء احتياجاتهم من محال هذا الشارع، ولم يقتصر فقط على المطاعم للجاليات، فهناك مراكز تموينية تبيع احتياجات كل بلد آسيوي وزبائنهم من تلك البلد، وتشهد تلك المراكز التموينية إقبالاً كبيراً من السعوديين، الذين يصطحبون عاملاتهم المنزلية إلى هذه المراكز لشراء احتياجاتهن.

كما يشهد هذا الشارع حالات صلح بين أفراد الجاليات الآسيوية المختلفين في بعض الأمور، كما أن بعض السعوديين، يستعينون ببعض المقيمين الآسيويين ذوي الخبرة في البلد في إصلاح ذات البين بين العمال ومكفوليهم.

وقال نواز يوسف عامل بناء – باكستاني" إن جميع أبناء جلدته الباكستانيين بالإضافة إلى الفلبينيين والهنود والبنغال، يجدون في هذا الشارع ضالتهم، ويذكرهم هذا الشارع ببلدانهم وأهلهم، وهذا الشارع هو بمثابة المكان المقصود كملتقى للتعارف والتواصل واستعادة الذكريات بين أبناء الجاليات الواحدة، فيشهد هذا الشارع تدفق أعداداً كبيرة من الجاليات يوم الجمعة من كل أسبوع، فالعاملون في المناطق النائية وفي المزارع والقرى يحرصون على الحضور بشكل جماعي من خلال سيارة أجرة من القرى الشرقية أو القرى الشمالية والوصول إلى هذا الموقع بسعر 3 ريالات للراكب الواحد في رحلة الذهاب وكذلك رحلة الإياب، وعادة يحضرون إلى هذا الشارع بشكل مجموعات كل مجموعة تضم 5 أشخاص، مؤكداً أن محطة "الأجرة" مقابل مبنى بلدية الأحساء سابقاً تشهد حركة كبيرة في نقل الجاليات في الفترة المسائية يوماً، وهذا مؤشر على الحضور اليومي للجاليات لهذا الشارع الحيوي.