طمأن مدير إدارة الدفاع المدني اللواء مستور الحارثي أهالي تبوك حول وادي "الإثيلي" الذي غمرت مياهه أجزاء من الأحياء الجنوبية، أثناء الأمطار التي هطلت مؤخراً، مؤكداً أن الوادي تم تصحيح مجراه وأصبح آمناً.

وقال الحارثي لـ"الوطن" إن الدفاع المدني وقف على مشكلة وادي الإثيلي، والأعمال التي تمت لتحويل مجراه، وقال "هذا الشيء المفترض أن يعمل عليه من زمان حتى لو نزلت أمطار فالوضع الآن آمن بإذن الله"، مبيناً أنهم يعملون ضمن اللجنة المحلية للدفاع المدني برئاسة أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان.

من جانب آخر، كشفت الحلقة الخاصة بـ"سيول تبوك" التي عرضتها قناة "إم بي سي" أول من أمس، غياب التنسيق بين إدارة "النقل" والأمانة، حيث تبادلت الاتهامات بين الإدارتين حول المسؤولية عن ذلك، فيما برر مدير إدارة الطرق المهندس خالد الوكيل ضعف العبارات في وادي الإثيلي بكونها وضعت فقط لتصريف المياه السطحية، وقال إن كمية الأمطار التي أتت مع وادي "الإثيلي" كانت بسيطة مقارنة بالكمية التي نقلها وادي ضبعان.

وذكر أمين منطقة تبوك المهندس محمد العمري أن الأمانة قامت بعمل دراسات راجعتها جامعة الملك سعود، والهيئة العليا لتطوير الرياض، وبدأ تقديمها لوزارة المالية، وأن عروض الأودية لا بد أن تكون حسب الدراسات والمخططات، وقال "لو مرت هذه السيول وكانت الطرق كما هي لتضررت المناطق المحيطة لأن كمية السيول كبيرة، ووادي الإثيلي لم تقم الأمانة بتعديله، وهذا المجرى الطبيعي له، واللجنة أقرت المجرى نفسه ولم تقدم أي ملاحظات" مبينا أن غرق المنطقة كان بسبب حجز المياه.

واستغرب الإعلامي عبدالرحمن العكيمي، في مداخلة له، انقطاع الطريق الدولي "تبوك -حالة عمار" بسبب السيول، وتساءل "هل هو عشوائي أيضاً لينسفه السيل؟" مشيداً بالإجراءات الاحترازية التي أخلت السكان في الوقت المناسب.

وأكد المشرف على كرسي هيئة المساحة الجيولوجية لأبحاث المخاطر الطبيعية الدكتور عبد العزيز البسام، في مداخلته، أن عدم الحزم في تنفيذ التخطيط الإستراتيجي كان من أسباب الكارثة، حيث يوجد في تبوك تعديات بالبناء في مجاري السيول، وتم السماح لهذه التعديات بأن تتطور لتصبح مدنا، فكان من المفترض إيقاف تلك التعديات من البداية.

وقال وكيل وزارة الشؤون البلدية والقروية المساعد للشؤون الفنية المهندس عبدالعزيز المزيد أن نظام البلديات يوضح أن هناك سيولا محلية هي من مسؤولية البلدية، وهناك سيولا أخرى من اختصاص وزارة المياه، مشيراً إلى أن ما حصل في تبوك سيول منقولة، تسببت في فيضان أثر على المناطق، بسبب التعديات الموجودة في بطون الأودية، ولو لم تكن هناك تعديات لما حدثت الكارثة، مبيناً أن السيول المنقولة مسؤولية وزارة المياه لإقامة السدود.

من جانب آخر، استاء عدد من المواطنين من عدم إتاحة الفرصة لإبداء رأيهم، حيث قال عبدالله الحويطي "إن البرنامج لم يخدم أهل تبوك والوقت كان ضيقا لماذا لم تفتحوا خطوط الاتصال أمام المواطنين؟ البرنامج أصبح حكرا للمسؤولين". فيما ذكر سلطان القرني أن الحلقة غيبت صوت المواطن وانتقت لقطات لم تظهر الضرر.


.. وصرف تعويضات المتضررين الأسبوع الجاري


أكد أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان أن اللجان الخاصة بحصر وتقدير الأضرار قاربت على الانتهاء من عملها، وسيتم صرف التعويضات منتصف هذا الأسبوع، وقال "من حصول الكارثة وحتى اليوم لم يتقدم أحد لإمارة المنطقة بشكوى حول فقده بيته، والكل يعمل ليل نهار لمساعدة الناس حتى إن القضاة استمروا في العمل حتى منتصف الليل لإصدار صكوك ووثائق للمتضررين الذين لا يمتلكون وثائق امتلاك لمنازلهم". وقال أمير تبوك "إن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين تابعوا ما حصل في تبوك لحظة بلحظة من بداية نزول الأمطار، حتى يتأكدوا أنه لا يوجد مواطن سعودي إلا وأخذ حقوقه الكاملة" مبيناً أن مساكن التعديات في الأحياء المتضررة صدر فيها حكم من ديوان المظالم بالإزالة، وقال "رفضت إزالتها وتحملت مسؤوليتها بشكل شخصي، لأني لا أريد أن أخرج مواطنا سعوديا من مسكنه سواء كان مسكنه مخالفا أو غير مخالف إلا إذا وفر السكن المناسب حتى ينتقل له".