في الوقت الذي كان فيه حجاج بيت الله يسيرون بالطرق الصحراوية راجلين وراكبين، متجهين إلى مكة المكرمة، أنشأت زبيدة بنت جعفر، زوجة الخليفة العباسي هارون الرشيد برك عين زبيدة، التي عرفت ببرك زبيدة، لسد حاجة ضيوف الرحمن من المياه. وفي حين أصبحت اليوم تلك البرك أماكن تراثية يقصدها السياح والمواطنون لغرض التنزه والاطلاع على آثار العمارة الإسلامية، ومن بينها برك زبيدة الواقعة بمركز عشيرة شمال الطائف، والتي بقيت صامدة ومحافظة على معالمها منذ مئات السنين، إلا أن الإهمال وغياب الحراسة عنها جعلاها عرضة لأيدي العابثين الذين شوهوا معالمها وجدرانها وقصورها بالكتابات ورمي النفايات في أرجائها.

وقال سعود المقاطي، أحد سكان عشيرة، إن العبث طال تلك الآثار، حيث عبث العابثون بها من خلال الكتابة على أسوار وحصون برك زبيدة، مما شوه فن الحضارة الإسلامية. وبين أن سقوط السياج الحديدي الذي يحيط بها، والذي من المفترض أن يحميها من العابثين ساهم في الوصول إليها، إضافة لامتلاء أحواضها بالطين والوحل الذي أدى لقلة منسوب المياه فيها، والتي يستخدمها أصحاب الماشية لسقيا مواشيهم.

وقال سلمان العتيبي إن برك زبيدة تعتبر إرثا حضاريا يحكي فن العمارة الإسلامية، وقد شوه من قبل مراهقين لا يعرفون قيمتها بعد أن شوهوا جدران وقلاع البرك بالكتابات العشوائية ورمي النفايات والأوساخ في أرجائها. واستغرب من عدم اهتمام هيئة السياحة والآثار بالمملكة ببرك زبيدة، وترك بوابتها مفتوحة أمام العابثين، على حد قوله، وعدم وضع لوحات تعريفية بجوارها.

"الوطن" تواصلت مع مدير فرع هيئة السياحة والآثار بالطائف، طارق خان، لمعرفة موقف الهيئة من الإهمال الذي تشهده برك زبيدة، وأحال الموضوع إلى مدير فرع الآثار بالطائف خالد العتيبي الذي طلب مخاطبته ولم يرد على تساؤلات " الوطن" رغم وضع هذه التساؤلات على طاولته منذ نحو أسبوعين.