يقول موسيقار الأجيال الراحل محمد عبدالوهاب: "المطرب العظيم والمستمع العظيم يقومان بمجهود متساوٍ؛ الأول حينما يغني، والثاني حينما يسمع"، وفي حالة المطرب الشاب محمد عساف، الذي فاز بلقب "عرب آيدول" فإن المستمع قام بجهد أكبر بكثير من جهد المتسابق من خلال دعمه بشتى الطرق، وأهمها التصويت له، ورغم أن "إم بي سي" لا تعلن عن أعداد المصوّتين كما يفعلون في بعض حلقات النسخة "الأم" "أميركان آيدول"، إلا أنه يتضح من التفاعل الكبير مع هذا الجزء من "عرب آيدول" أن الأرقام كانت كبيرة جدا، وقد انهالت الأصوات على محمد عساف من كل أنحاء العالم العربي وخارج العالم العربي، ليس فقط تعاطفا مع قضيته وقضيتنا الأهم "القضية الفلسطينية"، ولكن تفاعلا خاصا مع شخصيته، وطموحه، والمراحل التي قطعها حتى يصل إلى ما وصل إليه، والعقبات التي تخطاها، ولأنه يمثل الإرادة الصلبـة للشاب الفلسطيني في الداخل الذي نكاد نجهل الكثير عنه.

وأنا أتابع احتفالات رام الله أردت أن أشكر فوز عساف باللقب لأن هذه من المرات القليلة التي رأيت فيها الفرح في جزء من فلسطين الحبيبة، وشعرت بالفرح لأن تكريمه من السلطة الفلسطينية جاء على شكل تعيينه سفيرا للنوايا الحسنة، حتى يستشعر هو وغيره من النجوم والشباب مسؤولياتهم الاجتماعية والإنسانية في مجتمع يقبع تحت الاحتلال، إذا ضحك مرة بكى مئة مرة، أما الشيء الذي لم يفرحني فهو تدبيج أطنان المديح من قبل اللجنة - بشكل مبالغ فيه - لشباب وشابات ما زالوا في أول الطريق، بتفخيم من الصعب أن يقال حتى "لزرياب" في عصره، وما أدراك ما زرياب!