انتقدت المفوضة العليا لحقوق الإنسان، نافي بيلاي، أمس في جنيف فشل مجلس الأمن الدولي في إحالة الأزمة السورية إلى المحكمة الجنائية الدولية، بينما تحدث رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فوك جيريميك من جهته عن "مذبحة" في سورية. وقال جيريميك أثناء افتتاح الدورة السنوية الرئيسية لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة "منذ قرابة السنتين لم ينجح المجتمع الدولي في وضع حد للمذبحة". وأضاف أن "الوقف الفوري للأعمال الحربية يجب أن يكون أولى أولوياتنا وينبغي أن تليه عملية سياسية تسمح للمواطنين في سورية بتحديد مسار مستقبلهم السياسي بحرية".

ووجه من جهة أخرى "نداء إنسانيا" إلى الأطراف المتورطة في "الحرب الأهلية السورية". من جهتها، أشارت بيلاي إلى أن المحكمة الجنائية الدولية لا يمكنها أن تتدخل إلا إذا كانت الدولة المعنية بين الدول الـ 122 الموقعة على نظام روما، أو إذا كان مجلس الأمن هو الذي أحال إليها حالة ما. وقالت بيلاي إن "مجلس الأمن فشل حتى الآن حيال سورية على الرغم من التقارير المتكررة التي تشير إلى جرائم معممة أو منهجية إضافة إلى انتهاكات، الصادرة عن مكتبي ولجنة التحقيق الدولية حول سورية ومنظمات المجتمع المدني". وميدانيا، سقط 46 قتيلا من القوات النظامية والمقاتلين المعارضين خلال 24 ساعة في بلدة خان العسل ومحيطها، أحد آخر معاقل القوات النظامية في ريف حلب الغربي، فيما أسقط الثوار أمس طائرة مروحية فوق مطار منج في ريف حلب. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات مستمرة بين مقاتلين معارضين والقوات النظامية في محيط مدرسة الشرطة في بلدة خان العسل، وقتل فيها خلال 24 ساعة ما لا يقل عن 16 مقاتلا معارضا و30 عنصرا من القوات النظامية. ووصف المرصد هذه الاشتباكات بأنها "الأعنف منذ أشهر" في المنطقة، وتمكن خلالها مقاتلو المعارضة من السيطرة على حاجز ومبنى ومستودعات الكهرباء التي كانت تتمركز فيها القوات النظامية في البلدة. وذكرت لجان التنسيق المحلية أن "الطيران الحربي" السوري "كثف غاراته أمس على المناطق المحيطة بمدرسة الشرطة. من جهة ثانية، أفاد المرصد أن "طائرة مروحية هوت بعد أن اندلعت فيها النيران إثر إصابتها في محيط مطار منج العسكري" في ريف حلب. وأشار إلى استمرار الاشتباكات في محيط المطار "منذ أشهر بين القوات النظامية ومقاتلين".