جاءت أغلب برامج mbc وأكثرها شعبية لهذا الموسم رافعة شعار (التغيير) مستهدفة إحداثه ورصد تفاعلات المشاهدين معه ومدى التغيير الذي ستحققه، ويتزعم حملة التغيير برنامج حجر الزاوية الذي أعلن أن شعاره طيلة الشهر الكريم سيكون التغيير وأعلن منهجا محددا لتحقيق أهدافه، كما صرح فضيلة الدكتور سلمان العودة بأنه قرأ أكثر من مئة وأربعين كتابا عن التغيير وآلاف العناوين على شبكة الإنترنت، وقال إن البقاء الآن هو للأكثر قدرةً على التغيير، وإن من لم يتغير سيدفع ثمن عدم التغيير. وكذلك أعلن أ. أحمد الشقيري أن خواطره لهذا العام هدفها التغيير، وأنه يركز على فئة الشباب لبث الفكر النهضوي لديهم، كونهم الأقدر على إحداث التغيير، في حين يهدف برنامج (تغيير × تغيير) للدكتور عبدالعزيز الأحمد استثمار رمضان في طرح برنامج متكامل من أجل تحقيق تغيير إيجابي لدى المشاهد وتعزيز العادات الحسنة وتقليل العادات السيئة. وتعهد أ. مشاري الخراز أن يغير برنامجه (كيف تتعامل مع الله) حياة مشاهديه تماما.

تنافس برامج mbc على إحداث التغيير الإيجابي واستغلال أجواء رمضان وضوابط الصيام لتحقيقه أمرا مميزا ولافتا جدا حتى لو كان الأمر عفويا لم تخطط له القناة.

فربما كان محض مصادفة أن يتكرر طرح التغيير كهدف لهذه البرامج التي تستأثر بأوقات وذوائق الملايين من مشاهدي mbc حول العالم، وهي نتيجة طبيعية جدا لتفوق القناة الرائدة في الإنتاج البرامجي الثري قيمة، المتقدم تقنيا والمتميز نوعا، لكن التغيير الذي تنظم له mbc هذه الحملة المميزة بمناهج علمية ومواد قيمة، يقابله بكل الأسف عرض مسلسلات mbc الرمضانية التي هي أبعد ما تكون عن التغيير، بل إن أغلبها مسؤول عن تهشيش ثقافة المشاهدين وتسخيف اهتماماتهم، فما السر في تفوق برامج mbc الكبير مقابل تدني مستويات مسلسلاتها؟!