أوضحت أم نوران، زوجة قائد الفريق الكروي الأول بنادي الاتحاد أن الخوف سيطر على أسرتها الصغيرة المكونة من الطفل نوران وأختيه الذين سمعوا صوت إطلاق الرصاص وهم يلعبون في البيت عند التاسعة من صباح الجمعة الماضي، ولولا قدرة الله تعالى التي ساعدت حراس المنزل على متابعة الجاني الذي تهجم على المنزل والتعرف على وصفه ورقم لوحة سيارته حتى قبضت عليه شرطة مكة المكرمة، لكانت الأسرة تعيش في رعب حتى اليوم.

ووصفت أم نوران ما حدث بتفاصيله لـ"الوطن" بقولها "لم نكن نتوقع أبدا أن نواجه حادثة من هذا النوع، فمهما بلغ التعصب الأعمى بين الجماهير إلا أننا لم نتخيل أن يصل الأمر إلى إطلاق نار من رشاش، واعتقدنا في البداية أنه تماس كهربائي استيقظ على إثر صوته المرتفع نور متوقعا أنه انفجار في المولد الكهربائي، حتى أبلغنا الحراس أنهم شاهدوا عبر كاميرات المراقبة المحيطة في المنزل أن رجلا صوب رصاصا أصاب الدور الأرضي ومجالس الدور الأول، وانتظر خارجا ليخرج أحد، لكن أحد منا لم يخرج بما فينا نور الذي ظل ملازما المنزل يحتوي أطفاله الخائفين من هول الصدمة إلى أن عاد الحراس وقد أبلغوا الشرطة عن مكان الشخص وسيارته ورقم لوحتها وتفاصيل وجهه.

وتواصلت الشرطة مع نور ثم زارته عائلة الجاني يطلبون منه التنازل عن القضية، حيث اتضح أنه يسكن في نفس الحي وبيته قريب جدا من بيتنا، وقالوا "إنه مريض نفسي وإنه مشجع كروي متعصب"، أما نور فرفض التنازل حتى تتخذ الشرطة الخطوات اللازمة، وتم تحويل الملف أخيرا إلى هيئة التحقيق والادعاء العام لاستكمال كافة الإجراءات القانونية لمعرفة ملابسات القضية والتعرف على أهداف الجاني، وحتى اليوم لم نطلع على مبتغاه من هذا الفعل، حيث إنه لم يستقر على أقواله في التحقيق ولا يزال يغيرها من يوم إلى آخر". وأضافت أم نوران "الحمدلله أن أحدا لم يصب بأذى لأننا كنا في الطابق العلوي الثالث من المنزل، وما هدأ من روعنا أن الشرطة قبضت على الرجل، ما جعلنا نشعر بارتياح نسبي، وإلا لكان الأمر في غاية الصعوبة بالنسبة لنا، كما أن نور عاد إلى ممارسة حياته الرياضية بصورة طبيعية واستمر في الذهاب إلى النادي لأداء التدريبات، ويردد دائما لي أن هذا قدر من الله تعالى ونحمده كثيرا على عدم إصابة أحد من أفراد الأسرة أو الحراس بأذى أو ضرر". وحول ردة فعل نور من التعصب الجماهيري، قالت "نور اعتاد على التعصب من قبل بعض جماهير الكرة، لكنه لم يكن يتخيل أن يصل إلى هذه الدرجة، ولم يكن يتوقع أن يصادف مثل هذه الحادثة في حياته الرياضية كما حدثني". وعما إذا كانت هي ونور شعرا بالرغبة في اعتزاله اللعب خوفا على حياته، قالت "لا لم نتطرق لهذا الأمر وهو مستمر في النادي ويحب أن يشارك فريقه لوقت أطول، وحياته تسير بشكل طبيعي ولم يتغير بها شيء بعد الحادثة". وحول تأثير المشكلة التي وقعت بينه وبين المدرب المقال راؤول كانيدا لعدم مصافحته، قالت "زوجي يؤدي واجباته نحو فريقه على أكمل وجه ويعرف أن تغيير المدربين أمر وارد ولا يؤثر عليه بقاء أحد أو رحيله، فهو يركز على عمله ويتدرب ويشارك كأي لاعب آخر".