أوضح مدير مركز أبحاث المؤثرات العقلية بجامعة جازان "سارك" الدكتور رشاد السنوسي، أن علماء الأبحاث في مركز الأبحاث يسعون إلى الالتزام الكامل في إجراء أبحاث طبية تحويلية تبدأ من المعامل البحثية والأبحاث الميدانية والسريرية، وتنتهي بوضع حلول لمعاناة المرضى وتعزيز صحة المجتمع.

وأكد السنوسي لـ"الوطن" أمس، أن المركز يطمح من خلال رؤيته ورسالته أن يكون مركز أبحاث طبيا وتدريبيا مرجعيا ورائدا على المستوى الوطني والعالمي في تشخيص ورصد الأمراض الوبائية والطبية، كما يسعى المركز إلى تعزيز وإجراء أبحاث طبية تطبيقية عالية الجودة للأمراض المتعلقة بمنطقة جازان خصوصاً والمشاكل الطبية الأخرى عموماً، والمساهمة في وضع الخطط الوقائية والعلاجية لها.

وفيما يتعلق بدور المركز في إنشاء خطط للقيام بأداء رسالته البحثية على أكمل وجه، قال السنوسي "وجود خطة خمسية للأولويات البحثية لمنطقة جازان أعدها مركز الأبحاث الطبية بالجامعة بالتعاون مع أصحاب المصلحة- الكليات الصحية بالجامعة ومديرية الشؤون الصحية- تعد من أهم الإنجازات الاستراتيجية المنفذة لتشجيع الأبحاث المعالجة للمشاكل الصحية بمنطقة جازان والوطن عموما". وأضاف أن الالتزام البحثي طويل الأمد لمركز الأبحاث الطبية "سارك" هو استثمار حقيقي لرفع المستوى الصحي وتحقيق لمبدأ التنمية المستدامة لرقي ورفاهية الإنسان والمكان.

وعن أهمية وجود المركز في منطقة تعد حدودية وتمتاز بكثافتها السكانية، أكد أن منطقة جازان تعد من أكثر مناطق المملكة كثافة سكانية إذ يعيش فيها مليون ونصف المليون نسمة على مساحة تقدر بـ16000 كم2، ونظرا لقربها من الحدود الجنوبية للمملكة تولدت في المنطقة تشكيلة ديموجرافية متباينة واختلطت فيها العادات الاجتماعية وساهمت هذه العوامل في ظهور الكثير من المشاكل الصحية، إذ تشير الإحصاءات الصحية الصادرة من المنطقة إلى وجود معدل مرتفع للمرضى والوفيات وقد عكست تقارير مختلفة لمخططي الصحة في المنطقة أن هناك حاجة ملحة للإصلاحات في المجال الصحي.

وأشار السنوسي إلى أن جازان من أكثر المناطق التي توجد فيها أمراض الدم الوراثية كالأنيميا المنجلية والثلاسيما، إضافة إلى الأمراض الأخرى كالسكري وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين والسرطان وأمراض العيون والعقم، مضيفا أن كل ذلك حتم على جامعة جازان إنشاء مركز متطور لإجراء الأبحاث الطبية والعلمية بجانب المساعدة في التشخيص والعلاج، ووجود مركز "سارك" يعد خطوة استراتيجية لحل تلك المشاكل الصحية بالمنطقة نظراً لخصوبة المادة البحثية المتوفرة والمميزات التي تتوفر في المنطقة ويندر وجودها في مناطق المملكة الأخرى، بل في الكثير من مناطق العالم.

وبين السنوسي، اهتمام المركز بالأبحاث الطبية عموما لاسيما الأمراض المستوطنة بمنطقة جازان والتشخيص المبكر لها والاكتشاف المبكر لحدوث أي أوبئة في وحدة متخصصة هي وحدة الأمراض المستوطنة.

وأوضح السنوسي أن الأولويات البحثية التي يتولى المركز إجراء الأبحاث عنها غير إلزامية، إلا أنها توفر شعوراً قوياً للاتجاهات البحثية المهمة، وتساعد على مواجهة التحدي المتمثل في تسهيل مشاركة أعضاء هيئة التدريس بجامعة جازان في نتائج البحوث والفرص الناشئة.

وأضاف أن المركز بدأ بدعوة أصحاب المصلحة للمشاركة بإسهاماتهم في وضع الأولويات البحثية من خلال توزيع استمارات لتقديم الأولويات البحثية المقترحة. وقد تم توزيع هذه الاستمارة على أكثر من 100 مشارك يمثلون أصحاب المصلحة الأساسية في مجال البحث.