(دمعت عيناي فجأة وبدون شعور وأنا أسير في أحد شوارع مدينة ملبورن الأسترالية.. إنها لحظة شعور الإنسان بأن وطنه لم ينسه).. كانت تلك إجابة القاص عبدالله باخشوين وهو يصف لحظة تلقيه خبر فوزه بجائزة المؤلف السعودي عن مجموعة أعماله التي أصدرها نادي جازان الأدبي، وتسلم جائزتها ضمن الفائزين بها هذا العام. وبعد أن لاحظ الدهشة على وجوه الجالسين حوله في إحدى زوايا بهو الفندق الذي يحتضن ضيوف المعرض.. علق (لا تستغربوا.. هل شعر أحدكم بلحظة الوفاء لما قدم بعد سنوات طويلة كاد فيها يشعر بالعزلة .. هذا ما حدث لي).

وإلى جوار باخشوين، كان الفائز بالجائزة أيضا الروائي عبده خال صاحب رواية "الغاوية" يتحدث بمرح عن ذكرياته مع باخشوين أيام الثمانينيات الميلادية، ويسرد بأسلوبه الساخر بعض المواقف "المحرجة" التي مر بها الساردان ومعهما عدد من القاصين والشعراء في تلك الفترة التي شهدت تجاذبات فكرية مع أطياف أخرى، كانت تصف معظم ما يكتب وينشر في الصحافة من أعمال إبداعية ، بأنه "خروج على الدين والتقاليد". لحظتها سألت "الوطن" خال عن روايته ولمن يهديها؟ فرد بسرعة: طبعا لأبطالها ..أهل جازان، وخصوصا أهل قرية "الغاوية" الذين وجدوا أنفسهم فجأة وسط حرب حقيقية هي حرب الحوثيين التي أخرجتهم من منازلهم ومزارعهم .. فالرواية تحاول تلمس بعض همومهم اليومية التي ما زالوا يعانونها حتى اليوم بسبب حرب لا يد لهم فيها. وكعادة اليوم الأول من فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب وقبل أن تحين ساعة تقليب صفحات الكتب الجديدة يستغل عدد من المدعوين لحضور حفل الافتتاح وفعاليات المعرض ساعات النهار في تبادل الأحاديث والتعارف فيما بينهم، مما يعزز التواصل بين مجموعات كبيرة من المثقفين والمبدعين السعوديين والعرب وحتى الأجانب الذين حضروا من دول مختلفة.