في رواية "الطائرة الخامسة" الصادرة عن دار مدارك للنشر لمحمد العمر تجربة واقعية مزجت بالخيال، كاتبها أحد أبطالها.
وحملت "الطائرة الخامسة" رسالة إلى الأجيال الجديدة التي لا تعرف أدق التفاصيل الجوهرية وقد تكون غيبت عن حقيقة الأحداث بطريقة أو بأخرى، ورسالة أخرى إلى الجيل المعاصر لتلك الحقبة الذي لم يتعاط مع أحداثها أو قد يفتقد جزءا من سيناريوهاتها.
مزج العمر بين الواقع والخيال ويكشف الستار عن كواليس ما كان يدور في الثمانينات الهجرية من أيديولوجيات ساهمت في تشكيل الفكر المتطرف لدى جيل معين لم يكن يعي في بدايته أنه مستهدف لكنه وجد نفسه في نهاية المطاف مؤدلجا بفكر تكفيري وقناعات لا يمكن تغييرها حتى ممن ساهموا في ترسيخ ذلك الفكر ابتداء.
رواية الإرهابي الذي فاتته رحلة أفغانستان لم تكن ضربا من الخيال بل كانت قصة تعبر عن واقع مئات الشباب الذين غرر بهم تجاه أفكار متطرفة، فكانت واقعا وخيال، تتراوح الشخصيات فيها بين الملموس وشبه المجرد، قال عنها العمر"أحداث بطل روايتي تشبه إلى حد كبير سلسلة مراحل عشتها ضمن جيل من المتأثرين بالأفكار المتطرفة التي ضخت طوال عقدين منذ بداية الثمانينات وآتت أقسى ثمارها مع بدء الألفية الجديدة وتحديد بأحداث 11 سبتمبر".
وانتهت فصول الرواية عندما لخص بطلها سيناريو عقدين من الزمن سار منذ بدايتها على طريق الفكر الضال وتشبع بقناعاته حتى قرر السفر إلى أفغانستان، لكنه عدل في اللحظات الأخيرة وهو يستعد للسفر لأفغانستان من دولة خليجية مجاورة بتساؤل "من يدري لربما كنت قائد طائرة خامسة في أحداث 11 سبتمبر قد تغير أحداث العالم بأسره كـما فعلت الطائـرات الأربـع".