بين التصاعد غير المبرر لأسعار رمال "البطحاء" بنجران, وعدم توفر هذه المادة المهمة لأعمال البناء نتيجة قرار اللجنة المكلفة من إمارة المنطقة بإيقاف جلب الرمال من وادي نجران, نشأت أزمة كبدت كل من يحتاج لمادة البطحاء من المواطنين والمقاولين المنفذين للمشاريع التنموية في المنطقة مبالغ مالية طائلة, الأمر الذي نتج عنه سوق سوداء رفعت الأسعار بصورة غير مسبوقة. ورغم قرار أمير منطقة نجران الأمير مشعل بن عبدالله، بتشكيل لجنة مكونة من إمارة المنطقة وبعض الإدارات الحكومية المعنية بغرض تأمين "رمل البناء" للمواطنين وبيعه عليهم بأسعار محدودة إلا أن أسعاره استمرت في التصاعد، في وقت أكدت مصادر مطلعة لـ"الوطن"، أن اللجنة المكلفة بتنظيم جلب الرمل من وادي نجران رفعت مؤخرا عدة توصيات إلى أمير المنطقة تتضمن حلولا عاجلة لإنهاء هذه الأزمة من جذورها. وأبدى عدد من المواطنين استياءهم بسبب استمرار ذلك الوضع, متهمين أطرافا خفية في افتعال الأزمة وإقامة سوق سوداء بهدف الربح المادي.

وأوضح المواطن عز الدين آل حيدر، أن رمال البطحاء أصبحت تباع بأسعار خيالية حيث وصل سعر شحنة قلاب السكس إلى 800 ريال بعد أن كان يباع قبل عدة أشهر بـ130 ريالا, إضافة إلى الانتظار لفترة طويلة لتأمينه مما أثقل كاهل المواطن. وأرجع المواطن أحمد حوكاش, السبب في غلاء أسعار "الرمال" إلى عدم وجود رقابة من قبل الجهات المعنية خصوصا وزارة التجارة, مبينا أنه عندما تم السماح والتصريح لأصحاب الشاحنات بنقل البطحاء من وادي نجران عمد أغلبهم إلى نقله وتخزينه داخل مزارعهم وفي أماكن متفرقة طيلة فترة التصريح لهم وبعد أن تنتهي رخصة التحميل من الوادي يقومون ببيعه وبالأسعار التي يرغبون بها متحكمين تماما في السوق.

وفيما تدخل رجال الأعمال في المشكلة من خلال تقدمهم مؤخرا بشكوى للغرفة التجارية الصناعية، مطالبين فيها بالسماح لهم بتحميل البطحاء من وادي نجران بعد منعهم من ذلك, أكد لــ"الوطن" رئيس الغرفة مسعود آل حيدر أمس, أن طلب رجال الأعمال رفع إلى إمارة المنطقة لإيجاد الحل المناسب حيث تم إيقافهم عن سحب الرمال من مجرى وادي نجران بناء على تقارير تفيد بأن التحميل من الوادي يتسبب في تبخر المياه الجوفية, وقال "نعتقد أن ذلك جانب الصواب". وبين أنه عندما تنظر إلى مجرى الوادي تشاهد أن منسوب كميات الرمال الصالحة لمواد البناء مرتفع, وإذا أخذ من على عمق متر أو مترين فلن يضر ذلك شيئا فمادة "الرمل الأبيض" أو ما نسميه "البطحاء" تتجدد مع مرور السيول كل فترة. من جهته، أوضح مدير عام المياه بالمنطقة المهندس صالح مصطفى هشلان، في تصريح إلى "الوطن" أمس، أن هناك لجنة مكونة من عدة جهات حكومية معنية بالقضية ستجتمع خلال الأسابيع المقبلة لتضع حلولا لذلك, مشيرا إلى أن هناك عدة اقتراحات لجلب الرمال من موقع يقع شرق المنطقة. فيما اقترح رئيس لجنة المقاولات بغرفة نجران صالح آل سلامة، حلا بنقل عملية سحب الرمال من وادي نجران إلى وادي صله بعد الخضراء القديمة "شرق المنطقة" وتكليف أصحاب المصانع بعمل عقوم لتكون متارسهم بعيدة عن خط الحدود وفي مواقع ليس بها سكان.