الشارع المصري يغلي على حطب "الفتنة"..

لمن "مصر" اليوم..؟

كلٌ يدعي حبها والحرص عليها.. وكلٌ يدعي أن رأيه وقراره الصحيح.. وكلٌ يتصور أنه المسيطر على الشارع.. لكن لا شيء مسيطر على الشارع سوى "الموت" الذي يخطف من هؤلاء ومن هؤلاء بفعلهما.

ميدان التحرير يحشد.. وميدان رابعة العدوية يحشد.. ومصر تخسر أياماً من عمرها بفعل أبنائها.. وكله باسم "الوطنية".

ما هي "الوطنية" التي كلٌ يدعي وصلاً بها؟.. الوطنية في مصر اليوم هي إخراج أكبر قدر من المواطنين إلى الشارع لفرض رأي على آخر وتنفيذ رغبة طرف على آخر.. حتى لو كان ذلك على حساب أرواح أبناء مصر وتاريخها.

من الذي طعن مصر.. الديمقراطية أم الإخوان؟ لا فرق فهي لا تزال مطعونة وتترنح بألم على مرأى طرفي النزاع.

أنصار الرئيس المصري السابق محمد مرسي، لا يزالون في الشوارع.. وعودة مرسي إلى الكرسي ستكون "كارثة" أخرى لأن معارضيه لن يسكتوا وسينزلون إلى الشوارع.. وفي كلا الأمرين تزداد مصر انكساراً.. فأين عقلاء مصر؟

وزير الدفاع المصري دعا إلى النزول في الشارع لتفويضه بضرب الإرهاب، وهذا دور الدولة التي شكلت مؤخراً لإدارة شؤون البلاد مؤقتاً.. وأعلن مؤيدو مرسي اعتصاماً مضاداً لوزير الدفاع وكلها بعنوان "سلمية" وفيها قتلى.. وهذا يعني أن الدولة عجزت عن إدارة شؤون البلاد فلجأت إلى الشارع لإدارتها منه.

منذ عزل مرسي والدولة تعلن صدور أوامر بالقبض على مرشد الإخوان ولا تزال عاجزة عن تنفيذه.. وقبل أيام نشرت صحيفة الأهرام المصرية على صفحتها الأولى أن "النائب العام يأمر بحبس مرسي 15 يوماً".. فنفت الجهات الأمنية ذلك وأصدرت أمراً بالتحقيق مع مسؤولي الصحيفة، وأمس يوم الإجازة "الجمعة" أعلنت الحكومة حبس مرسي بتهمة التخابر مع حماس وعدة تهم أخرى لتؤكد صحة ما نشرته الأهرام.

(بين قوسين)

مهما كان الحدث كبيراً.. وأيا كان الحق، لا بد أن يتفق المصريون على حل.. قبل أن يحسمها العسكر بحكمهم للبلاد رغبةً أو خوفا على مصر.