بكلِ وقاحة.. وبكل صفاقة وبكل غباءٍ سياسي.. رفع يديه لتكبيرة الإحرام في صلاة العيد أمس، وكل الكاميرات مسلطةٌ عليه لأنه كان يصلي لها وليس لله؛ فمن يصلي لله لا يقتل الناس بظلم ولا يسفك دماء أناسٍ ليس لهم ذنبٌ إلا أنهم خرجوا من العبودية والاستبداد إلى "الحرية"، ولا يبيح لجنوده اغتيال براءة الأطفال دفاعاً عنه.. وطوال الصلاة لم تستقر عيناه في موضوع السجود بل كانت تتنقل بين عدسات الكاميرات وهو "خاشعٌ" في محراب الإعلام الكاذب..!

ربما لا يصلح لهذا المشهد إلا قول القائل: ".. لك الويل لا تزني ولا تتصدقي".. يا سيادة الرئيس لا تظهر بلباس المتدين المحافظ على علاقته مع الله، وأنت تعصيه عياناً بياناً بقتل أهلك وهم يصلون، واغتصاب نسائهم وهم ينظرون، وتشردهم والعالم يتفرج..!

نحتاج نحن نظارةً بعدساتٍ خضراء؛ لكي نقتنع أننا لا زلنا نعيش ربيعاً عربياً.. ويحتاج بشار الأسد نظارةً بعدساتٍ سوداء ليُصدق نفسه أنه يقاتل أعداءً يريدون سرقة سورية..!

وسط ركام الجثث المتراكمة وبين ثنايا الحزن والألم من مصاب سورية.. نبحث عن أي قشة "فرح" تذهب ألم الموت اليومي الذي يأخذ السوريين بالجملة، فليلة العيد كانت نهاية الحياة لـ 100 سوري، بسلاح الرئيس الذي خرج قبل أن تجف يداه من دماء أهله، ليظهر بلباس الدين فيقف في الصلاة كتفه إلى كتف مفتى الديار.. في صورةٍ تبدو له ولمستشاريه أنها سترفع أسهمه أمام شعبٍ لم يفرغ من حفر القبور منذ عامين ونصف العام.. بينما تزيد تلك الصورة العالم ألماً ولا تفرق في ألمها بين مسلمٍ وغيره، فالقاتل منبوذٌ في كل الأديان.

فرحنا وتباشرنا باستهداف موكب الرئيس السوري وهو متوجه إلى جامع أنس بن مالك بدمشق لأداء صلاة العيد.. وسنظل نتفاءل بقرب نهايته كسفاح ومجرم.. حتى لو نفى وزير الإعلام السوري استهداف الموكب.. وسننتظر اللحظة الوحيدة التي نتمنى فيها سفك الدم.

(بين قوسين)

من يمتلك حساباً في "إنستقرام" مثل بشار الأسد، يستطيع أن يرى مدى فرح الناس بخبر استهداف موكبه.. ولو كان بشار عاقلاً.. و لو كان مالكاً لإرادته لفر إلى حلفائه قبل أن تصله يد من لم يعد يهاب الموت، ويرى فيه حياة لأهله.