لم يكن العم محمد الخباز المشارك من الأحساء في مهرجان ربيع الجبيل الأول، يتوقع كل هذا الإقبال الكبير عليه من قبل الزوار طلبا لخبز البر الطازج، لدرجة عجز فيها عن تأمين طلبات كل من يزور موقع تنوره في أحد جوانب القرية التراثية بالمهرجان.

وقال خالد العبيد من منسوبي الهيئة الملكية بالجبيل ومن المشاركين في لجنة المهرجان والمختص سنويا بإحضار أصحاب التراث من الأحساء: نحرص أن يكون الخباز الحساوي متواجدا، لأننا لمسنا أن هناك رغبة وطلبا كبيرا على الخبز من قبل معظم الزوار، وهو ما يشكل عملا وجهدا كبيرا للخبازين المشاركين في المهرجان.

ومن جهتهم، يؤكد الزوار أنهم يستمتعون وهم يشاهدون إعداد الخبر مباشرة أمامهم في القرية التراثية، مشيرين إلى أن الخبر المقدم لهم أفضل وبمراحل من مخابز الأسواق؛ حيث إنه يتكون من البر الخالص وهناك المخلوط بالتمر.

ويتضمن المهرجان عددا من الفعاليات اليومية التي تقام في أجنحة مختلفة كقرية الطفل التي تتضمن 10 أركان تعليمية يكتسب فيها الطفل عددا من المهارات من خلال اللعب، إضافة إلى جناح "قرية كران الشعبية" وتضم العديد من الأركان مثل بيت الشعر، والمقهى الشعبي، وركن الحرف اليدوية، والمتحف التاريخي، ومعرض السيارات الكلاسيكية، ويستعرض العديد من المجموعات الشبابية مهاراتهم وهوايتهم في جوانب ثقافية واجتماعية ورياضية متعددة وذلك في جناح "إبداعات وطنية".

وتقام على المسرح المكشوف العديد من الفعاليات المسائية بمشاركة المجموعات الشبابية والموهوبين من أبناء مدينة الجبيل الصناعية، كما يستضيف المسرح عروض الفلكلور الشعبي، إضافة لطبيعة حياة الأجداد، سواء كان ذلك في الصحراء أو الساحل، كما يستضيف المهرجان معارض تعريفية بالعديد من المؤسسات الاجتماعية الفاعلة في خدمة المجتمع ودعم ورعاية الأسر المنتجة والتي سيكون لحضورها دور فاعل في تنمية وتعزيز التلاحم بين أفراد المجتمع بصورة عامة، وبين أفراد الأسرة الواحدة بشكل خاص.

إلى ذلك، استمر توافد الزوار على المهرجان، حيث سجل آلاف الزيارات في الأيام الأربعة الأولى، خاصة أنه تزامن مع عطلة الربيع للمدارس كما تم تسجيل زيارات لأسر قدمت من الكويت والبحرين ومناطق مختلفة من المملكة؛ حيث يؤكد العم حسين بن صالح الزريع أنه من محافظة الخفجي وجاء مع أسرته لزيارة أقاربه وعلى هامش الزيارة حضر إلى المهرجان الذي وصفه بأنه رائع جدا وتراثي وجوانبه مختلفة، وتمنى أن تشهد الخفجي مثل هذه الفعاليات. وقال مبارك علي القحطاني، وهو من سكان الكويت: نحن في زيارة للمنطقة الشرقية، وقرأنا عن المهرجان في الصحف. ورغم أننا تواجدنا في الخبر إلا أننا فضلنا أن نزور المهرجان، خاصة بعد أن علمنا أن المهرجانات والسياحة في الجبيل جميلة وبالفعل حضرنا وكان ما شاهدناه تظاهرة سياحية تراثية جميلة. وقد أعجبنا بشكل كبير بالقرية التراثية التي تشعرك تماما بماضي الآباء والأجداد. كما وجدنا أن هناك إقبالا هائلا من الأسر. ونثمن للجنة هذا التنظيم وخاصة خصوصيته للعائلات. وقال علي الجناحي من البحرين إنه في زيارة لقريبه بالجبيل الصناعية، وإنه كان من زوار مهرجان الزهور الذي أقيم قبل فترة، وكان لديه معرفة بإقامه مهرجان الربيع بعد الزهور؛ حيث ذهب للبحرين وعاد ليحضر هذه الفعاليات التي قال عنها إنها شعبية وتراثية جميلة، مؤكدا أن أجنحة الأسر المنتجة عمل إيجابي لدعم مصنوعات ومنتوجات الأسر، وقال" "بهرتني القرية التراثية والخيام وفعاليات قرية الطفل، وكل شيء جميل هنا يشعرك بأنك في مناسبة تتمنى ألا تنتهي".