في مناسبات جميلة كالأعياد، تحول العيد إلى ما يشبه التجمع، وهو الأمر الذي اعتاد عليه السعوديون لفترة طويلة من الزمن، وربما هذا ما يفسر حبنا للتجمعات، حتى لو كان في حلبة تفحيط صباح هذا العيد كما حدث في إحدى المدن!

البعض فضل استغلال مناسبة العيد لإقامة حفلات الزواج، وهنا يصبح للعيد قيمة بين الأهل والأصحاب وعلى أصوات الطبول ورقصات الألعاب الشعبية.

"المسرح" وحده وقف صامدا أمام "التجمعات" منافسا لها بوصفه لونا فنيا يقدم التسلية والفائدة للمتلقين، في حين إنك لو أردت التسلية الحقيقية فإن الثمن سيكون باهظا! ومن المؤكد أن أحلام اليقظة ستأخذك بعيدا عن المشهد الفني في المملكة، إلى حيث مطاردة حفلات المطربين السعوديين في فنادق دبي وأبوظبي، وصالات السينما المكتظة بآخر وأحدث الأفلام العالمية، وبالتأكيد لن تجد أبوابها مغلقة بالشمع الأحمر حتى إشعار آخر، ولا بد أن تطير فرحا وأنت تداعب المياه في قرية مائية كتلك التي في "ديزني لاند"، ولكنك بالتأكيد ستستيقظ على واقع مختلف وستضطر للإجابة عن السؤال المتكرر دائما: أين أذهب في العيد؟!

ربما يكون المسرح طوق نجاة للفنون السبعة الأخرى المهملة، في مناسباتنا، ناهيك عن أن المسرح ليس مفضلا بالنسبة إلى كثير ممن يحبون ساحات الألعاب والأغاني الشعبية والشعر وممارسة التطعيس والتفحيط، وسنصل في النهاية إلى النتيجة الأولى؛ وهي أننا مرغمون على الوقوف وسط التجمعات لمشاهدة أي شيء ودون عمل أي شيء، وذلك فقط كي نقنع أنفسنا بأننا اسمتعتنا جيدا بإجازة العيد!