يعترف القيادي الإخواني محمد البلتاجي بخطئه حين كتب مقالا يؤكد فيه أن الإخوان وقعوا في الفخ وذلك يوم تم اختيار محمد مرسي رئيسا لجمهورية مصر.
جاء اعترافه قبل يومين في لقاء مع قناة إمارة رابعة (الجزيرة مباشر مصر) ويقول إن التحدي هو أن تقبل الفخ وتخرج منه!.
البلتاجي لا يصحح خطأه بل يخطئ صوابه! فالحكمة تقتضي ألا تقع في الفخ أصلا، لكن البلتاجي وجماعته لا يدركون أنهم جزء من فخ ولن يخرجوا منه إلا إلى السجن أو إلى رفقائهم الإرهابيين في سيناء للقيام بعمليات إرهابية وإعلان دويلات وإمارات من النوع السفري (تيك أواي) على غرار تلك الإمارات ذات اليوم الواحد التي يعلنها الإرهابيون، في هوس هستيري بالسلطة، كلما وجدوا لأميرهم بيتا آمنا في كهف مهجور في العراق أو الشام أو اليمن أو سيناء أو غزة.
الحقيقة التي يعرفها العالم هي أن أي مجرم هارب مضطر للدفاع عن نفسه أمام الشرطة متخذا كل الوسائل التي يظنها ستحميه من إطلاق الرصاص إلى احتجاز الرهائن والمساومة عليهم وهو ما يحدث في إمارة رابعة الآن.
أي جماعة تنصب نفسها أنها هي الحل الإلهي وهي الإسلام مصيرها الفشل، وكلما طال السكوت عن ممارساتها والتسامح معها يكون الثمن الدموي أغلى حين مواجهتها، الشعوب تدفع من دمائها ثمن تسامحها مع الخطر.
إن القبول السياسي بأي جماعة من هذه الجماعات هو قبول بجرثومة الحروب الأهلية. ولأن مصر عصية بتاريخها وجغرافيتها وحضارتها وإنسانها، فإن أفضل حل وجده أعداؤها لإنهاكها هو دعم الجماعات التي تقدم نفسها باسم الدين لا باسم الوطن ولا باسم السياسة.
لقد فعل الأوروبيون والأميركيون كل ما يمكنهم لدعم هذه الفيروسات داخل الأوطان، وحين أسقط الشعب المصري جماعة الإخوان تقاطرت الوفود لا لتعيد المرسي المنتظر إلى منتظريه بل لتضمن بقاء الفيروس داخل النسيج السياسي المصري كما هو دون معالجة، أي إعادة زراعة بذرة الحروب الأهلية من جديد. وهل سيجد أعداء أرض الكنانة بندقية أفضل من جماعة (طز في مصر) لتصويبها إلى صدر مصر والعرب والمسلمين؟!