ليس لدى منصف شك في حق "الإخوان" المسلمون في تقرير مصيرهم ومواصلة الضغط على الحكومة الجديدة لاستعادة حقوقهم التي يعتبرونها مسلوبة، وتأتي الشرعية المزعومة على رأسها.

لكن حلم "الإخوان" بعودة مرسي إلى الحكم مسألة تعيق تحركهم وتجعلهم يسيرون باتجاه معاكس لكل فنون واستراتيجيات السياسة والمواطنة، خصوصا أنهم يعدون أنفسهم مشاركين فعليين في ثورة 25 يناير وهدفهم الأول مصر ومستقبل مصر، وليس الكرسي والسلطان.

لماذا لا يعترف "الإخوان" بفشلهم في المرحلة ويواصلون المسير بذات الهدوء الذي ظلوا يمارسونه منذ 80 عاما؟ ما المشكلة لو تجاوز كبار "الإخوان" – إن كان لهم كبار – هزيمتهم وتحلوا بالروح الرياضية، فمن وضع عليهم، حاكما، مصري من أبناء جلدتهم وليس يهوديا جاء من خلف الحدود.

الصوت العقلاني الذي من المفترض أن يتحلى به "الإخوان"، وهم الجماعة التي تلبست بلبوس الدين والتدين والحكمة، يحتم عليهم الانتقال إلى مرحلة الحوار والمشاركة البرلمانية، إلى حين موعد الانتخابات المقبلة، أما التمسك بالمطالب التعجيزية فلن يذهب بالبلاد إلا إلى الدمار وحمامات الدم.

أمس، حدث ما كان متوقعا، حين أعلنت قوات الأمن مداهمة ميداني: النهضة ورابعة العدوية لفض الاعتصام الإخواني الطويل، وكان الأمر مؤسفا بكل ما تعنيه الكلمة، لكنها مصر التي اعتادت وعودتنا منذ أعوام على مواجهات الميادين وتقلبات الأحداث، وكان عليها المحافطة على هيبة الدولة وتاريخها العريق أمام العالم.

المثير ليس ما يحدث في ميدان رابعة العدوية، وإنما في حجم التكتل الخليجي "الإخواني" على "تويتر" ضد تحرك الحكومة لفض الاعتصام، وكأنهم يطالبون مصر بالمزيد من القرابين والدماء وهم يجلسون أمام شاشاتهم يشربون النسكافيه ويعدون القتلى.