يعد مرض هشاشة العظام واحدا من أكثر عشرة أمراض انتشارا على مستوى العالم، كما يفوق عدد الوفيات الناتجة عن الكسور المرتبطة بترقق العظام عدد الوفيات الناتجة عن سرطان الثدي والمبيض.

ومن المعروف أن مرض "وهن العظام" والمشهور بـ"هشاشة العظام" يسمى "اللص الصامت" نظرا لأنه لا يتم اكتشافه عادة إلا في مرحلة متأخرة من الإصابة، بعد أن يكون قد قضى على العظم وتسبب في كسره. وعن كيفية تشخيص المرض والوقاية منه، وعلاجه، يقول استشاري الروماتيزم وهشاشة العظام الدكتور جمال عطية: إن مرض هشاشة العظام هو نقص في الكتلة العظمية مع تغيير في الهيكل العظمي تجعله عرضة للكسر.

ويعتبر أحد أمراض العصر، حيث لم يكن معروفا قبل 30 عاما، وذلك لأن متوسط عمر الشخص في ذلك الوقت كان 50 عاما. ونتيجة لتحسن الأحوال المعيشية والاجتماعية والصحية في الشرق الأوسط أصبح متوسط عمر الإنسان 67 عاما.

لذلك أصبح من الممكن تشخيص المرض واكتشاف حالات كثيرة مصابة به بعد حدوث كسور في مناطق متفرقة من الجسم أكثرها شيوعا مثل العمود الفقري والرقبة والفخذ عند مفصل الحوض وكسر الذراع.

وأوضح الدكتور عطية أن مرض وهن العظام مشكلة صحية كبيرة في أميركا، حيث إنه يصيب نحو 24 مليون أميـركي ومن 15 ـ 20 مليونا من النـساء بعد سن الـ45 سنة، بعد انقطاع الطمث.

وأضاف أن مكونات الجسم العظمية تحتوي على 206 عـظام، تمثل 17 % من وزن الجسم، ويتم بناء الكتلة العظمية من مرحلة الطفولة وحتى سن 30 عـاما، وأن الكالسيوم يمثل 65 % من الكتلة الـعظمية وتخزين العظام إلى 99 % من الكالسـيوم.

وتمثل العظام السليمة مـخزونا لمادة الكالسيوم يفيد على مر السنين التي سيعيشها الإنسان على مدى حياته، وتعتمد أساسا على عوامل وراثية في بنائها، وكذلك على مقدار الكالسيوم الذي نتناوله في مرحلة البناء.

وأوضح عطية أن العظام تتكون من: قشرة خارجية، تشكل 80 % من حجم العظام وهي في حركة ديناميكية دائمة من البناء والهدم. وقشرة داخلية "إسفنجية"، تتكون على شكل شبكة وتحتوي على الخلايا العظمية.

وأضاف أن الكالسيوم يترسب على نسيج الكولاجين الذي يحفظ للعظم هيئته فيكسبها القوة والصلابة، وهناك أيضا عملية تجديد وإحلال للكتلة العظمية بواسطة 3 أنواع من الخلايا: "الخلايا العظمية ـ خلية بناء ـ خلية هدم"، بمعدلات متوازنة حتى تتجدد الكتلة بصفة مستمرة، وأي تغيير في عملية التجديد والإحلال يؤدي إلى حـدوث هشاشة في الكتلة العظمية.

وأشار عطية إلى أن لمرض هشاشة العظام، نوعين أساسيين هما: وهن عظام أولي وأسبابه "ما بعد انقطاع الطمث ـ كبر السن". ومرض وهـن عـظام ثانوي وأسبابه اضطرابات هرمونـية، وبعض الأدوية على المدى الطـويل مثل "الكورتيزون، ومضادات التجلط، ومضادات الحموضة وبعض الأمراض الروماتيزمية مثل الروماتويد.

وشـدد على أن الـنساء بـصفة عامة أكثر عرضة للهشاشة لأن لديـهن كتلة عظمية أقل من الرجل في نفس المرحـلة من العمر، وأن قلة الهرمون الأنثوي "الأسـتروجين" يعتبر عاملا أساسيا لحدوث المرض. وبين أنه يوجد فرق كبير بين خشونة ولين وهشاشة العظام، فالخشونة: هي تآكل في الغضاريف بين مفاصل العظم، أما لين العظام فهو ضعف في الأنسجة المكونة للعظم ويحدث عند الأطفال فقط. وأما الهشاشة فهي نقص في الكتلة العظمية. وشدد الدكتور جمال على أن العلاج الوقائي من "هشاشة العظام" يجب أن يبدأ من مرحلة الطفولة ويستمر طوال الحياة، وذلك عبر تناول الكمية المطلوبة من الكالسيوم وفيتامين (د)، والابتعاد عن الأنظمة الغذائية غير الصحيحة، والمشي بصفة منتظمة أو ممارسة التمرينات الرياضية، والابتعاد عن التدخين وعدم تناول الكحول، ويجب أن يكون الحذاء بكعب منخفض، والجلوس على الكرسي بطريقة صحيحة.

وأشار في ختـام حـديثه إلى أن الوقاية خـير من العلاج، ولكن في الحالات الصعبة لا بـد من علاج يأخـذه المريض مثل أدوية توقف الخلية الهدامة، مـثل المعالجة بتـعويض الهرمـونات "HRT " والإسـتيروجيـنات النـباتية، والكالسيتونين Calcitonin.

وأدوية تـنشط خلية البناء مثل: "فورتيو ـ وبروتيلوس".