"تموتون..

لتعذبونا بموت الضمير..

تموتون..لتكتبونا بقائمة العار..

ونحن ننظر بلا حولٍ ولا قوةٍ سوى التمتمة بالشجب والاستنكار".. والترحم على أرواحكم الطاهرة، وقد كان 40? من الأطفال والنساء في مذبحة الغوطة التي استخدم فيها النظام السوري السلاح الكيماوي لقتل العزل، لتضاف لتاريخ العرب مجزرة جديدة يرتكبها العرب أنفسهم.

1300 قتيل في صباحٍ واحد بيد نظامٍ لا يفرق بين الإرهابيين والمواطنين، فيقتل بالجملة وبأي طريقة يستطيعها وبأي سلاحٍ يجده، وعلى مرأى من المفتشين الدوليين الذين يقيمون بضيافته.

صور الموت مؤلمة.. خاصة صور جثث الأطفال التي تُبرد بالثلج.. وهو ليس ثلجاً بل مشاعرنا هي قطع "الثلج" الملقاة على جثثهم.

كل القوى العالمية تقف مكتوفة الأيدي.. السعودية تختبر مجلس الأمن الذي يعجز حتى عن إدانة ما حدث، ولم يطالب حتى بتحقيق عن استخدام الكيماوي، والدول العظمى تتفرج وتعد القتلى والمشردين وتسجل أرقام المفقودين، فها هو قائد الجيوش الأميركية الجنرال مارتن دمبسي يقول: "أي تدخل عسكري أميركي في سورية لن يكون في مصلحة الولايات المتحدة". هكذا بكل وقاحة "لن يكون في مصلحة أميركا"، وها هي فرنسا التي لم ترد على العالم أجمع وتدخلت بقوتها وطائراتها للقضاء على القذافي في ليبيا قبل أن يصل عدد ضحايا ثورة ليبيا ربع ضحايا الثورة السورية، وخلال أيام فقط، بينما مضى عامان ونصف العام ولم تقدم شيئاً للسوريين، أما روسيا والصين فلا تزالان تقفان حصناً لحماية القاتل لأهدافهما باستغلال سياسي على حساب الإنسان.

خلال أسبوع فقط سالت دماء عربية في عدة أقطار تكفي لتصبغ أنهاراً بطول النيل باللون الأحمر، ففي مصر قتلى مصريون بأيدٍ مصرية، وفي لبنان تفجرت الخلافات السياسية والطائفية فأوقعت قتلى في ضاحية بيروت، وفي العراق تفجيرات توصف بالإرهابية وهي خلافات سياسية داخلية، وفي سورية استحالت الشوارع أنهاراً من دم، والمدن مقابر جماعية.

اللهم الطف بالعرب.

(بين قوسين)

.. وضمير العالم يقول: "أنام ملء جفوني عن (مجازرها) وأشجب القتل..".