بعد أكثر من أسبوعين من طلب الرد على استفسار تقدمت به "الوطن" إلى مديرية الشؤون الصحية بمنطقة الحدود الشمالية عن تشخيص خاطئ واكبه تدخل جراحي في حالة الطفل نايف مثيب العنزي، جاء الرد من الناطق الإعلامي في صحة الحدود الشمالية فهد الشمري بأن "هذا شأن طبي يخص المريض ولا نستطيع الإفصاح عنه لأي جريدة أو وسيلة إعلامية، وأنه على ولي أمر الطفل مراجعة المديرية وسوف يتم الرد على أي شكوى أو استفسار يخص ابنه وسوف توضح له ماهية المرض وما هي العملية التي أجريت له".

وكانت "الوطن" قد تلقت شكوى من والد الطفل يتهم فيها الفريق الطبي الذي أشرف على حالة ابنه في مستشفى عرعر المركزي، قائلا: إن ابنه أدخل إلى المستشفى في السادس من شهر ربيع الآخر الماضي، ومن ثم تمت إحالته إلى قسم التنويم وبعد ثلاثة أيام عاينه طبيب مختص، وشخص حالته على أنه يعاني من أعراض "زائدة دودية" تستوجب التدخل الجراحي بشكل عاجل، وبالفعل أجريت له العملية الجراحية، وعلى الرغم من ذلك، استمرت الآلام تعصف بالطفل. وأضاف والد نايف "قرر الطبيب المعالج بعد ذلك أن يجري عملية أخرى في بطن ابني، وبرر الطبيب هذا الإجراء بأن الزائدة الدودية انفجرت أثناء إجراء العملية الأولى وتسربت في بطنه وتسببت في التهابات حادة، وستكون الجراحة الثانية بمثابة عملية تنظيف للأمعاء المتلاصقة ليتسنى له الأكل طبيعياً".

وأكد والد نايف أن وضع ابنه الصحي تدهور بشكل كبير بعد العمليتين ولم يستجب بشكل كبير للعلاج، فما كان منه إلا أن اصطحبه في رحلة سفر إلى الأردن، وتم إدخاله إلى أحد المستشفيات هناك، وبعد معاينة حالته من قبل الفريق الطبي بالمستشفى الأردني وإجراء الفحوصات اللازمة، والكشف عليه بالمنظار، كان التشخيص مخالفا لطبيب مستشفى عرعر المركزي، حيث شخصت حالته على أنها "التهابات في الأمعاء والجهاز الهضمي"، ونوه الأطباء بتشخيصهم بأن مثل هذه الحالة لاتستدعي التدخل الجراحي.

وطالـب مثيب العنزي بتشكيل لجنة تحقيق لتقصي ما حدث لابنه من إهمال وسوء تشخيص من طبيب مستشفى عرعر المركزي، الذي شخص حالته على أنها "الزائدة الدودية" وأجرى له عمليتين جراحيتين متعاقبتين، دون الحاجة لهما، كما طالب بمعقابة المتسبب فيما تعرض له ابنه من أخطاء طبية واضحة، على حد تعبيره. وعندما تلقت "الوطن" شكوى المواطن، ما كان منها إلا أن عرضتها على المسؤولين في صحة الحدود الشمالية ولكنها رفضت الرد بحجة أن هذا شأن يخص الطفل وولي أمره ولا يخص الصحف أو وسائل الإعلام.