من واجب أي فنان أو شخصية اجتماعية أن يشارك في الأعمال الإنسانية والخيرية وخدمة المجتمع والناس، بل إن ذلك من أساسيات النجومية في العالم، وهذا الأمر يفعله نجوم كبار، منهم من لا يعتقد بالأديان، لكنه الجانب الإنساني المشع في دواخلهم.
المسألة تتجاوز مجرد الزيارة وتسجيل الحضور إلى العطاء والبذل، فمن السهل الوصول إلى المنكوبين والمحتاجين للمسة الوفاء والحنان من نجوم المجتمع والوقوف إلى جانبهم بالكلمة، وهو أمر طيب ومطلوب، لكن من يعطي هو الذي يبقى اسمه خالدا في الذاكرة، وليس من يلتقط الصور ويسجل مقاطع الفيديو.
النجمة الأميركية إنجلينا جولي سفيرة النوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة، تضرب في كل مرة مثلا للفنان المعطاء الذي يحضر وتحضر قيمته معه، وقد أثرت هذه الفنانة تاريخها بالعطاء للجمعيات والمؤسسات الإنسانية في أفريقيا وآسيا وكل مكان بملايين الدولارات، وكان آخرها تبرعها لصندوق "مالالا" لتعليم الفتيات في باكستان بـ50 ألف دولار، وتبرعها بـ100 ألف دولار للاجئي سورية.
وقبل أيام حضر الفنان السعودي فايز المالكي في ساحة العطاء حين قدم الهدية التي تلقاها من الأمير الوليد بن طلال- سيارة "بنتلي" تصل قيمتها إلى نحو 800 ألف ريال- لطفل ذهبت عائلته في حادث سيارة ونجا هو وحيدا.
في موقف هكذا، لا تملك إلا أن ترفع القبعة والعقال للفنان السعودي الذي سجل اسمه كذلك سفيرا للنوايا الحسنة، وسجل بعدها موقفا إنسانيا حين تنازل عن اللقب لتقاعس الأمم المتحدة في إنقاذ أطفال سورية من قبضة بشار الأسد.
وبعيدا عن نوعية الفن الذي يقدمه فايز المالكي، وسواء أخذنا منه موقف الإعجاب أم النقد، يبقى المالكي فنانا جميلا شق طريقه بالعزيمة والإصرار، وها هو اليوم يقدم صـورة مشرفة للفنان المعطاء، وهو يتنازل عن الهدية الثمينة في لحظة ودون تفكير أو حسابات.