طالت قوات النظام السوري، رمزية "الحكم العادل" بقصفها مئذنة الجامع العمري، جامع الفاروق الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثاني الخلفاء الراشدين، في محافظة درعا، مهد الثورة ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد، ولجأت قوات الأسد طبقاً لناشطين، لعمليات إنزالٍ مظلي نفذته 3 مروحيات، تلتها قذائف أطلقتها دبابات النظام، لتطال أهم المساجد على الأراضي السورية.

واستهجنت المعارضة السورية، خطوة النظام التي طالت ما يصفونه بـ"أهم رمزيات الإسلام بالأراضي السورية"، واعتبر عضو المجلس الوطني السوري مُلهم الدروبي، خلال تصريحاتٍ لـ"الوطن"، لجوء نظام "المُجرم" طبقاً لوصفه، هذه الخطوة أحد أساليب المنهجية التي يسلكها نظام الأسد، الذي يُعادي كل ما يتصل بالمنهجية الإسلامية، في إشارةٍ إلى "الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه".

ولم يستغرب الدروبي الذي تحدث إلى "الوطن" عبر الهاتف من جدة، قصف نظام الأسد للجامع العُمري في درعا، على اعتباره نقطة انطلاق الثورة السورية، التي يسعى عبرها الشعب السوري للحصول على حريته، التي لن يحصل عليها إلا من خلال إزاحة بشار الأسد وأركان نظامه عن سُدة الحكم في سورية.

وقال "بالنسبة لقصف المساجد ودور العبادة، هذا أمر لم يحدث من باب المصادفة، وليست المرة الأولى التي تطال نيران الأسد وقواته الهمجية مساجد ودور عبادة، لكن الفرق في هذه الحالة أن تطال تلك النيران بشكل مُمنهج الجامع الذي أسسه الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه الحاكم العادل، وبالمناسبة، النظام "العلوي" يُعادي كل ما يتصل بالمنهجية الإسلامية والوطنية بذات الوقت، ويتأكد ذلك بالهجوم على جامع الخليفة ابن الخطاب، الذي يتوجس منه ويضعه في محل عدوٍ أول له، ولكل من يؤمن بمعتقداته وسلوكه".

وتزيد هذه الحادثه طبقاً للدروبي، من إصرار السوريين على الإطاحة بنظام دمشق وأركانه، مهما كلف الأمر، وقال "نحن متوقعون لهذه الهجمات الشرسة من نظامٍ يفتقر لأبسط معايير الإنسانية والأخلاقية، هذه الحوادث تزيدنا إصراراً وقوة، نحن مستمرون في ثورتنا مهما كلفنا الأمر، ومهما كان السلوك الذي يلجأ له هذا النظام ، لنحصل على حريتنا، بدون نظام الطاغية بأي حال من الأحوال، مهما طال أمد الأزمة".

وكان المجلس الوطني السوري اتهم النظام السوري بقصف مئذنة الجامع العمري في درعا بالدبابات، ووصف العملية بـ"الجريمة النكراء" التي يجب أن تواجه بـ"الغضب والاستنكار والإدانة".

وعدّ المجلس قصف النظام لمئذنة الجامع العمري، محاولةً لإصابة موقعٍ هام يحوي رموزاً حضارية وروحية، لا سيما أن المئذنة هي الأولى في بلاد الشام، إضافة إلى كون الجامع يعتبر الموقع الأول الذي اندلعت منه شرارة الثورة الأولى.

ويعد هذا الجامع ذا القيمة الأثرية والتاريخية من أقدم المساجد في سورية، وأمر الخليفة عمر بن الخطاب في القرن السابع الميلادي ببنائه، ويعرف بـ"الجامع العُمري" نسبةً إلى الفاروق، وهو الوحيد الذي بُني في عهد الإسلام الأول.